تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 09:25 م]ـ

لا يوجد نص صحيح صريح في المنع من إقامة جماعة ثانية، وكل ما استدل به مانعي إقامة الجماعة الثانية لا حجة فيهقال السرخسي (وفي الحديث: «أن النبي rخرج ليصلح بين الأنصار، فاستخلف عبد الرحمن بن عوف، فرجع بعدما صلى فدخل رسول الله r بيته وجمع أهله فصلى بهم بأذان وإقامة» فلَوْ كَانَ يَجُوزُ إعَادَةُ الْجَمَاعَةِ فِي الْمَسْجِدِ لَمَا تَرَكَ الصَّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ وَالصَّلَاةُ فِيهِ أَفْضَلُ) [1] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2941#_ftn1) ، وكلامه هذا غير مسلم، ونوقش بأن الحديث إن كان صحيحا فهو لا يدل على المنع من إقامة جماعة ثانية فالنبي r لم يقل أن صلاتها في البيت أولى، و قد أقيمت جماعة ثانية في مسجده r بأمر منه، ولعموم قوله r في تفضيل صلاة الجماعة على صلاة الفرد، ولعموم قوله r :« عليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة» [2] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2941#_ftn2) ، وهذا يدل على مشروعية الجماعة الثانية في المسجد، وقول الألباني رحمه الله: (أن الصحابة كانوا إذا فاتتهم الصلاة مع الجماعة صلوا فرادى، وذكر هذا المعنى ابن القاسم في مدونة مالك عن جماعة من السلف كنافع مولى ابن عمر وسالم بن عبد الله وغيرهما أنهم كانوا إذا فاتتهم الصلاة صلوا فرادى، ولم يعيدوها مرة أخرى، وأيضا روى الإمام الطبراني في معجمه الكبير بإسناد جيد عن ابن مسعود أنه خرج مع صاحبين له من بيته إلى المسجد لصلاة الجماعة، وإذا به يرى الناس يخرجون من المسجد، وقد انتهوا منها فعاد بهما،وصلى بهما إماما في بيته) [3] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2941#_ftn3) لا حجة فيه فليس فعل بعض الصحابة وبعض السلف حجة خاصة في وجود السنة، وفعل ابن مسعود رغم أنه لا حجة فية لكنه أيضا معارض بما رواه عنه ابن شيبة في مصنفه أنه دخل المسجد وقد صلوا فجمع بعلقمة ومسروق والأسود [4] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2941#_ftn4). وأيضا لا يفهم من رجوع ابن مسعود إلى بيته وصلاته فيه أن الصلاة الثانية لا تقام في المسجد فربما يكون هناك سبب آخر جعله يرجع لبيته. فربما يكون قد خاف أن يقيم الجماعة الثانية وهو من كبار الصحابة فيقتدي به الناس, ويتهاونون بشأن الجماعة

[1] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2941#_ftnref1) - المبسوط للسرخسي 1/ 135،وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 26).

[2] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2941#_ftnref2)- رواه مسلم في صحيحه

[3] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2941#_ftnref3) - الحاوي من فتاوي العلامة الألباني211 - 212

[4] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2941#_ftnref4)- ذكره صاحب الفتح الرباني وقال إسناده صحيح

ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[28 - 04 - 08, 09:26 م]ـ

ويقولون إذا فات ابن مسعود الجماعة فنحن من باب أولى،و ربما انصرف ابن مسعود إلى بيته خشية أن يتوهم إمام المسجد أن ابن مسعود لا يرى الصلاة خلفه، وعند الاحتمال يسقط الاستدلال،وفعل ابن مسعود معارض بفعل أنس بن مالك فقد روى البخاري في صحيحه أن الأسود كان إذا فاتته الجماعة ذهب إلى مسجد آخر. وجاء أنس إلى مسجد قد صلي فيه فأذن وأقام وصلى جماعة [1] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2942#_ftn1) وقد روى ابن أبي شيبة وابن حزم نحوه ما فعل أنس عن جماعة من الصحابة والسلف [2] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2942#_ftn2). وقولهم يلزمكم من جواز الجماعة الثانية أن تجيزوا صلاة جمعة ثانية في المسجد الذي صليت فيه الجمعة،وهذا لا يجوز للإجماع على عدم جواز انعقاد جمعة ثانية،وهذا غير مسلم فلا يجوز استصحاب الإجماع في مواضع الخلاف، وإذا وجد الأثر بطل النظر، ولا اجتهاد مع النص،وقولهم تكره الجماعة الثانية خشية الفرقة، وتوليد الأحقاد، واتخاذ أهل الأهواء من ذلك ذريعة إلى التأخر عن الجماعة، ليصلوا جماعة أخرى خلف إمام يوافقهم على ما هم عليه من الباطل غير مسلم؛ لأنه لا يصح معارضة الكتاب والسنة بعلل رآها بعض العلماء فيجب العمل بما دل عليه الكتاب والسنة، فإن عرف عن طائفة التأخر عن صلاة الجماعة الأولى ليصلوا مع أمثالهم عزروا وأخذ على أيديهم بما يراه أولوا الأمر وبذلك يسد باب الفرقة ويقضى على أغراض أهل الفرق الضالة ولا نترك العمل بالأدلة التي دلت على مشروعية جماعة ثانية لمن فاتتهم الجماعة الأولىومن هذا يتبين أنه لا دليل سالم من معارض صحيح لمن منع الجماعة الثانية.

[1] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2942#_ftnref1) - رواه البخاري في صحيحه كتاب الأذان باب فضل صلاة الجماعة.

[2] ( http://www.mmf-4.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=2942#_ftnref2) - المحلى لابن حزم (4/ 236 ـ 237)، والمصنف لابن أبي شيبة (2/ 320)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير