فاحرص أن تكون أنت الأنموذج الجميل للإخوَّة الصادقة، في دينك، وخلقك، واعلم أنك ستجد - إن شاء الله - من يكون أخاً لك على مثل ما أنت عليه.
واعلم أنه إذا كانت الأخوَّة في الله الحقيقية قليلة في هذا الزمان: فإن الباحث عنها أقل من القليل.
واستمع لشكوى من إمام في العلم مثل شكواك، وانظر كيف عالجها، في كلام يشبه ما ذكرناه آنفاً من واقع الحال، مع التنبيه أن هذا الإمام كان يعيش في القرن السادس!.
قال ابن الجوزي – رحمه الله -:
كان لنا أصدقاء، وإخوان، أعتد بهم، فرأيت منهم من الجفاء، وترك شروط الصداقة، والأخوَّة: عجائب، فأخذت أعتب.
ثم انتبهت لنفسي، فقلت: وما ينفع العتاب، فإنهم إن صلحوا: فللعتاب، لا للصفاء.
فهممت بمقاطعتهم، ثم تفكرتُ فرأيت الناس بي معارف، وأصدقاء في الظاهر، وإخوة مباطنين، فقلت: لا تصلح مقاطعتهم.
إنما ينبغي أن تنقلهم من " ديوان الأخوة " إلى " ديوان الصداقة الظاهرة ".
فإن لم يصلحوا لها: نقلتَهم إلى " جملة المعارف "، وعاملتهم معاملة المعارف، ومن الغلط أن تعاتبهم.
فقد قال يحيى بن معاذ: بئس الأخ أخ تحتاج أن تقول له اذكرني في دعائك.
وجمهور الناس اليوم معارف، ويندر فيهم صديق في الظاهر، فأما الأخوَّة والمصافاة: فذاك شيء نُسخ، فلا يُطمع فيه.
وما رأى الإنسان تصفو له أخوَّة من النسب، ولا ولده، ولا زوجته.
فدع الطمع في الصفا، وخذ عن الكل جانباً، وعاملهم معاملة الغرباء.
وإياك أن تنخدع بمن يظهر لك الود؛ فإنه مع الزمان يبين لك الحال فيما أظهره، وربما أظهر لك ذلك لسبب يناله منك.
وقد قال الفضيل بن عياض: إذا أردت أن تصادق صديقاً: فأغضبه، فإن رأيته كما ينبغي: فصادقه.
وهذا اليوم مخاطرة؛ لأنك إذا أغضبت أحداً: صار عدواً في الحال.
والسبب في نسخ حكم الصفا: أن السلف كان همتهم الآخرة وحدها، فصفت نياتهم في الأخوة، والمخالطة، فكانت دِيناً لا دنيا.
والآن: فقد استولى حب الدنيا على القلوب، فإن رأيت متملقاً في باب الدين: فاخبُرهُ: تَقْلَهُ – أي: إن اختبرته: تبين لك منه ما يبعدك عنه -.
" صيد الخاطر " (ص 391، 392).
والله الموفق
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/index.php?ref=114926&ln=ara
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[29 - 04 - 08, 09:09 ص]ـ
أحسن الله إليكَ و بارك الله فيك و فى نقلك الطيب.
ــــــــــــــــــــــــــ
قال خلف: جاءنى أحمد ابن نبل يستمع حديث ألى عوانة فاجتهدتُ أن أرفعه فأبى , و قال لا أجلس إلا بين يديك , أُمرِنا أن نتواضع لمن نعلذم منه. - صفة الصفوة -
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[29 - 04 - 08, 09:19 ص]ـ
أحسن الله إليكَ و بارك الله فيك و فى نقلك الطيب.
ــــــــــــــــــــــــــ
قال خلف: جاءنى أحمد بن حنبل يستمع حديث أبى عوانة فاجتهدتُ أن أرفعه فأبى , و قال لا أجلس إلا بين يديك , أُمرِنا أن نتواضع لمن نعلّم منه. - صفة الصفوة -
ـ[ربيع أحمد السلفي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 01:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل المبارك
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 04 - 08, 01:57 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ... على ما نقلت لنا
وهناك رسالة جامعية ستطبع قريباً عن الأخوة في الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 10:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم