تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قصة إسلام رجال من بني حنيفة ورجل من بني ضبيعة]

ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 01 - 03, 11:02 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد:

عن طلق بن علي الحنفي اليماني رضي الله عنه قال: خرجنا ستة وفداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة من بني حنيفة ورجل من بني ضبيعة بن ربيعة , حتى قدمنا على نبي الله صلى الله عليه وسلم , فبايعناه وصلينا معه , و أخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا (1) , واستوهبناه من فضل طهوره (2) , فدعا بماء فتوضأ منه و تمضمض , ثم صبه في إداوة (3) , ثم قال " اذهبوا بهذا الماء , فإذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم ثم انضحوا مكانها من هذا الماء (4) , واتخذوا مكانها مسجداً " فقلنا: يا رسول الله , البلد بعيد والماء ينشف (5) , قال " فأمدوه من الماء , فإنه لا يزيده إلا طيباً " (6) , فخرجنا فتشاححنا على حمل الإداوة أينا يحملها (7) فجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم نوباً لكل رجل منا يوماً وليلة , فخرجنا بها حتى قدمنا بلدنا , فكسرنا بيعتنا ونضحنا مكانها بذلك الماء , واتخذناها مسجداً وراهب ذلك القوم رجل من طيء (8) , فنادينا فيه بالأذان (9) , فقال الراهب: دعوة حق , ثم استقبل تلعة من تلاعنا (10) , فهرب فلم يُرَ بعدُ (11).

الفوائد والعبر:

1 - مشروعية التبرك بفضل النبي صلى الله عليه وسلم ومثله جسده وآثاره عليه الصلاة والسلام فيشرع التبرك بها كلها , وهذا التبرك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز أن يجعل أحد من أمته في منزلته , فلا يجوز أن يتبرك بآثار أو جسد أو فضل طهور غيره من البشر , ولهذا لم يتبرك الصحابة ولا غيرهم من سلف هذه الأمة بأحد من العشرة المبشرين بالجنة , ولا بأحد من أهل البيت ولا غيرهم , وهذا إجماع منهم على عدم مشروعيته.

2 - أن أماكن عبادات المشركين لا يشرع للمسلمين أن يجعلوها مساجد إلا بعد هدمها ثم بناء مساجد في أماكنها.

3 - حرص الصحابة على الخير , وتنافسهم فيه , وضد حالهم حال كثير من الناس اليوم فتجدهم يتنافسون في حطام الدنيا ويحرصون عليه أكثر من حرصهم على طاعة الله.

4 - عداوة الكفار للإسلام وبغضهم له ولأهله , فهذا الراهب النصراني مع اعترافه بأن الأذان دعوة حق لم يتحمل البقاء في هذا الموضع الذي غلب فيه الإسلام وأهله , فهرب من هذا المكان ولم يرجع إليه بعد ذلك , وربما أنه هلك بسبب هربوه زاد أو راحلة , كما هو ظاهر الرواية.

كتبه الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الجرين حفظه الله ورعاه وأدامه راعياً للسنة قامعاً للبدعة.

مجلة الدعوة ص77 العدد 1875


1) البيعة بكسر الباء: معبد النصارى أو اليهود , ينظر حاشية السندي على سنن النسائي 2/ 369.

2) أي طلبوا منه أن يهب لهم باقي وضوئه صلى الله عليه وسلم ليتبركوا به.

3) الإداوة: بالكسر إناء من جلد يجمل فيه الماء , كالسطيحة ونحوها. والسطيحة: القربة الكبيرة. بنظر لسان العرب [مادة: أدا].

4) أي رشوا مكان هذه البيعة من هذا الماء.

5) المراد أنهم لو تركوا هذا الماء في الإداوة لنشف وانتهى طول المدة.

6) قال السندي " الظاهر أن المراد أن فضل الطهور لا يزيد بالماء الزائد إلا طيباً , فيصير الكل طيباً , والعكس غير مناسب فليتأمل ".

7) أي أن كل واحد منهم يريد أن يحملها.

8) أي أن أهل هذا المكان كان فيهم راهب من النصارى – وهو العابد منهم – وكان هذا الراهب من قبيلة طيء.

9) أي أنهم أذنوا للصلاة في ذلك المسجد.

10) التلعة: مجرى الماء من أعلى الأرض إلى بطون الأودية , أو من أعلى الوادي إلى أسفله ينظر الفتح 1/ 570 , فيض القدير 5/ 199 , عون المعبود 7/ 112.

11) رواه الإمام أحمد 24009/ 26 , والنسائي 700 , وابن حبان 1133 , بإسناد حسن.

***********

وأحسن الله عزائكم بوفاة الشيخ عبدالله البسام رحمه الله

أخوكم في الله: أبوخطاب العوضي

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير