تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المشروع الليبرالي العملاق .... منقول!!]

ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 12:05 ص]ـ

منقول ... لتعميم الفائدة

المشروع الليبرالي العملاق

صالح بن ساير المطيري

المقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

إن قيمة أي شئ فيما يطرحه من مشاريع وخدمات للمجتمع سواء مشاريع ثقافية أو خدمية أو غيرها، والفكر الليبرالي اليوم الذي يسود طرحه عبر الصحف و المنتديات وله رموزه وأساطينه طرح مشروعاً ثقافياً عملاقاً!! يقف الإنسان مشدوهاً أمامه!! كيف لا وهو يرى بأم عينه ما وصل إليه حال الانتكاس الرهيب في الفهم المغلوط والتبعية المقيتة لا لشرع الله ولكن تبعية لأعداء الملة والدين.

وممن أسس المشروع الليبرالي المطروح أنهم يعيبون المسلم المتمسك بدينه الثابت على منهجه الذي ترسم أطره نصوص الكتاب والسنة على وفق فهم سلف الأمة ـ النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام والتابعين لهم بإحسان ـ. يعيبونه بحجة الجمود والنصية وعدم التفكير خارج هذه الأطر، ويتهمونه بأنه أعار عقله لغيره أعاره لأناس مضوا في فترة لا تناسب العصر الذي يعيش فيه. ثم تراهم يقعون إلى أخمص أقدامهم في تبعية مهينة لا تتحرر منها عقولهم ولا تفكيرهم ليفكروا خارجها ـ فليت هؤلاء تجردوا من هذه التبعية ليعطوا عقولهم حرية في التفكير خارج هذه التبعية ـ.

بل إنهم صادروا عقولهم نهائياً أمام هذا الفكر التغريبي بحجة أنه الفكر المتنور الذي سيقدم للبشرية التطور والتقدم.

فسبحان الله يعاب على أمة مسلمة تنهج نهج نبيها وتسير على خطى سلفها مسترشدة بهدي كتابها وسنة نبيها، ويمتدح فئة ضلت الطريق فسارت تابعة لعدوها ناقلة لفكره بحذافيره دون تمييز وتمحيص، بل كل ما جاء عن طريق هؤلاء هو الحق الذي يجب أن يحتذى {إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.

والمصلحون وهؤلاء الليبراليون اليوم يعيشون في مجتمع يرى بأم عينه وبصيرته ويحكم هو على أي مشروع خدمه وقدم له شيئاً في واقعه. فالمصلحون هم الذين لامسوا حاجات الناس ووقفوا بجانبهم وقدموا لهم ما استطاعوا من خدمات وهم مع ذلك يرون أنهم مقصرون، وأنهم لا فضل لهم فيما قدموه لأنه من الواجبات عليهم.

أما هؤلاء الليبراليون فلم ير المجتمع منهم أي مشروع حضاري أو خدمي قدموه لأمتهم أو مجتمعهم إلا مزيداً من البعد عن الله ووقوفاً مع أعداء الأمة، وإبعاداً للمجتمع عن طهره ونقائه ليقع في براثن الانحلال والانحطاط في تبعية مهينة للعدو.

المشروع الليبرالي العملاق:

نعم قدم هؤلاء الليبراليون أعظم مشروع إفسادي تظهر آثاره فيما يلي ـ ولولا خشية الإطالة لنقلت شيئاً من أقوالهم في كل نقطة ذكرتها ـ:

1. عدم احترام النصوص الشرعية والوقوف عند دلالاتها، بل تجرأوا عليها بالتحريف والتأويل والتعامل مع النص وكأنه من أقوال البشر. وتحت دعاوى إعادة قراءة النص وأنه لا بد من تعدد قراءات النص الواحد كتبوا الكثير لكي يفسر كل واحد منهم النص على ما يريده ويهواه لا يرجع في ذلك إلى أي ضابط ولا يعترف بأي عالم فأصبح كل يستطيع تفسير النص،وردوا السنة الصريحة لأنها لا توافق عقولهم الفاسدة، وقسموا السنة إلى سنة تشريعية وسنة غير تشريعية وهؤلاء جهلة بالنصوص الشرعية وكيفية التعامل معها واستنباط الأحكام منها. فمن المسلمات لدينا أنه لا بد من فهم النص على حسب فهم السلف فهم الذين عايشوا التنزيل وصاحبوا الرسول وأخذوا عنه وبين لهم فأي فهم للنص خارج فهمهم فهو أمر مرفوض، والذي يسوغ له الحديث في أمور الدين وفقه النصوص هم أهل العلم الذين أمرنا الله بالرد إليهم والصدور عن كلامهم، لكن هؤلاء قالوا دعونا نقرأ النص ونفهمه حسب الواقع والعصر الذي نعيش فيه بعيداً عن أي مؤثر آخر. إن هذا التوجه ضلال عظيم ولعب بالشريعة من أناس جهلة لا يقدرون قيمة النص ولا يفقهون في طرق الاستدلال ولا منهج التعامل مع النصوص وضوابط ذلك فلا يعرفون العام والخاص ولا المطلق والمقيد ولا المجمل والمبين ولا الناسخ والمنسوخ ولا العبرة بعموم اللفظ لا خصوص السبب ولا يدركون شيئاً من ذلك ومع هذا يقولون لا بد من تعدد قراءة النص وفهمه على ما نريد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير