تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

11. إظهار الفساد بمظهر الإصلاح وإرادة الخير {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} {فكيف إذا أصابتهم مصيبة ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحساناً وتوفيقاً}. وصاحب الفساد لا يمكن أن يعترف أنه مفسد حتى ولو كان في قرارة نفسه يدرك أنه مفسد فهذا فرعون الطاغية يقول {ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد} وها هو يقول عن موسى (إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد).

12. إدعاء الوطنية ومصلحة الوطن وهم في الحقيقة أعدى أعداء الوطن واسأل بعض السفارات الأجنبية عنهم وترددهم عليهم. يتشدق هؤلاء بالوطنية ومصلحة الوطن. وحقيقة الأمر أنهم أعداء الوطن فليس عندهم من الوطنية إلا ما تتشدق به ألسنتهم. فهل الوطنية تعني إلغاء ثقافة الوطن المستمدة من تعاليم دينه وشريعة ربه واستبدالها بثقافة الأعداء؟. وهل الوطنية تستدعي صبغ المجتمع بصبغة ثقافية غربية وافدة؟ وهل الوطنية تعني قيادة المجتمع إلى الارتماء في أحضان عدوه يستمد منه قيمه وتصوراته؟ وهل الوطنية تستدعي أن يتنكر المجتمع لدينه وتشريع مولاه والسير على نهج نبيه وسلف الأمة أو يلغي خصوصيته ويتنكر لعاداته وقيمه وتقاليده ليصبح مقلداً كالببغاء لعدوه حذو القذة بالقذة؟ فالناظر بعين الإنصاف والبصيرة يدرك بوضوح أن هذا هو ما قدمه الليبراليون لوطنهم ومجتمعهم فهم لم يقدموا أي مشروع ناجح للأمة إلا مزيداً من الشقاء والبعد عن الدين، وهم الذين سعوا إلى تفتيت المجتمع المسلم وشق الصف المسلم وتفريق كلمته واتهموا به أهل الخير والصلاح، وهم بذلك ينطبق عليهم المثل القائل: (رمتني بدائها وانسلت) , وهم الذين يسعون إلى التفريق بين الراعي والرعية تلك العلاقة التي ضبطت أصولها ومبادئها شريعة الله، وهم الذين باركوا أي خطوة في إخراج المرأة وتبرجها.

المشكلة الكبرى عند هؤلاء:

المشكلة الكبرى عند هؤلاء ليس في ابتعاد الأمة عن دينها ولا في تسلط عدوها عليها ولا في تأخرها في وسائل التقنية الحديثة مما جعلها دائماً في حاجة إلى عدوها، وليست المشكلة في المجاعات في العالم الإسلامي، ولا في لعب اليهود الغاصبين بمسرى المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولا في الخطر المحدق بالأمة من قبل أعدائها ليست هذه مشاكل جوهرية أبداً.

المشكلة الكبرى عندهم أن المرأة المسلمة في هذه البلاد لا تزال ملتزمة بحجابها ولا تقود السيارة ولا تختلط بالرجال ولا تسافر إلا مع ذي محرم ولا قوامة لها بل القوامة للرجل عليها فهي لا بد أن تعيش في ظل رجل! وهذه الأمور كلها حالت بينها وبين أن تخدم وطنها وأن تكون منتجة مثمرة، ولسان حالهم يقول لو المرأة تحررت من حجابها وقادت السيارة لوصلنا القمر وحققنا نصراً مبيناً ومشروعاً عملاقاً ولرأيتنا في مصاف الدول المصنعة. {كبرت كلمة تخرج من أفواههم}.

يا هؤلاء دعوا المرأة وشأنها واطرحوا مشروعاً مثمراً:

يا هؤلاء دعوا المرأة وشأنها فالمرأة في بلادنا قد شقت طريقها في الحياة وحازت على أعلى الشهادات وقامت بمسؤولية عظمى وهي ترتدي الحجاب المحتشم وما حال بينها وبين أن تقدم رسالتها لمجتمعها المسلم ولسان حالها يردد ما قالته الأديبة عائشة التيمورية حيث قالت:

بيد العفاف أصون عز حجابي ... وبعصمتي أعلو على أترابي

وبفكرة وقادة وقريحة ... نقادة قد كَمُلَت آدابي

ما ضرني أدبي وحسن تعلمي ... إلا بكوني زهرة الألباب

ما عاقني خجلي عن العليا ولا ... سدْل الخمار بلمتي ونقابي

المرأة المسلمة يا هؤلاء تدين لربها بهذا الحجاب وتعتقد وجوبه كما تعتقد وجوب الصلاة والصيام، المرأة المسلمة يا هؤلاء تقدم رسالتها للمجتمع من جانبين الجانب الأول تربية الأبناء والقيام بحقوق بيتها وزوجها وتعتقد أن هذه المسؤولية الأولى التي ستسأل عنها ولا يمكن أن يقوم به غيرها لأن الدين خاطبها بذلك: " والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ". والجانب الثاني ما تقدمه لمجتمعها ودينها خارج بيتها مما لا يتعارض مع رسالتها في البيت ولا يتعارض مع تعاليم دينها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير