تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المشكلة الكبرى عندهم أن المرأة المسلمة في هذه البلاد لا تزال ملتزمة بحجابها ولا تقود السيارة ولا تختلط بالرجال ولا تسافر إلا مع ذي محرم ولا قوامة لها بل القوامة للرجل عليها فهي لا بد أن تعيش في ظل رجل! وهذه الأمور كلها حالت بينها وبين أن تخدم وطنها وأن تكون منتجة مثمرة، ولسان حالهم يقول لو المرأة تحررت من حجابها وقادت السيارة لوصلنا القمر وحققنا نصراً مبيناً ومشروعاً عملاقاً ولرأيتنا في مصاف الدول المصنعة. {كبرت كلمة تخرج من أفواههم}.

يا هؤلاء دعوا المرأة وشأنها واطرحوا مشروعاً مثمراً:

يا هؤلاء دعوا المرأة وشأنها فالمرأة في بلادنا قد شقت طريقها في الحياة وحازت على أعلى الشهادات وقامت بمسؤولية عظمى وهي ترتدي الحجاب المحتشم وما حال بينها وبين أن تقدم رسالتها لمجتمعها المسلم ولسان حالها يردد ما قالته الأديبة عائشة التيمورية حيث قالت:

بيد العفاف أصون عز حجابي ... وبعصمتي أعلو على أترابي

وبفكرة وقادة وقريحة ... نقادة قد كَمُلَت آدابي

ما ضرني أدبي وحسن تعلمي ... إلا بكوني زهرة الألباب

ما عاقني خجلي عن العليا ولا ... سدْل الخمار بلمتي ونقابي

المرأة المسلمة يا هؤلاء تدين لربها بهذا الحجاب وتعتقد وجوبه كما تعتقد وجوب الصلاة والصيام، المرأة المسلمة يا هؤلاء تقدم رسالتها للمجتمع من جانبين الجانب الأول تربية الأبناء والقيام بحقوق بيتها وزوجها وتعتقد أن هذه المسؤولية الأولى التي ستسأل عنها ولا يمكن أن يقوم به غيرها لأن الدين خاطبها بذلك: " والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ". والجانب الثاني ما تقدمه لمجتمعها ودينها خارج بيتها مما لا يتعارض مع رسالتها في البيت ولا يتعارض مع تعاليم دينها.

يا هؤلاء: قيادة المرأة التي تنادون بها وتزعمون أن المرأة في بلادنا محرومة منها وأنها مظلومة حيث لم تمكن منها أما يكفيكم تلكم الدراسة التي قام بها جهاز الإرشاد و التوجيه في الحرس الوطني و الذي نشرت في صحيفة الجزيرة عدد 12337 يوم الأحد 13 جمادى الآخرة 1427هـ حول قيادة المرأة للسيارة والقضايا الأخرى المثارة حول المرأة والتي شملت (400) امرأة من مختلف الأعمار والفئات فكانت نتيجته 88% يرفضن قيادة المرأة للسيارة. و90% يرفضن العمل الذي يؤدي للاختلاط؟!

أما يكفيكم أيضاً تلكم العريضة التي قدمت لمقام خادم الحرمين حفظه الله والموقعة من قرابة المائتين من النساء في هذا الوطن يحتججن فيها على الدعاوى المطالبة بقيادة المرأة للسيارة في هذه البلاد؟!

المرأة المسلمة ـ يا هؤلاء ـ تتبوأ مكانة عظيمة في الإسلام فهي صانعة الأبطال ومدرسة الأجيال ومحضن القادة العظماء والعلماء الأفذاذ، وهي الركن العظيم في الأسرة. قال شوقي:

الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعباً طيب الأعراق

وقال العشماوي حفظه الله:

أختاه دينك منبع يروى به * قلب التقي وتشرق الأنوار

ودعاؤك الميمون في جنح الدجى * سهم تذوب أمامه الأخطار

في كفك النشء الذين بمثلهم * تصفو الحياة وتحفظ الآثار

هزي لهم جذع البطولة ربما * أدمى وجوه الظالمين صغار

غذي صغارك بالعقيدة إنها * زاد به يتزود الأبرار

لا تستجيبي للدعاوى إنها * كذب وفيه للظنون مثار

فيا هؤلاء ـ إن كنتم صادقين ـ دعوا المرأة وشأنها فقد عرفت طريقها وسارت على نهج سلفها وعظمت كتاب ربها وقامت بواجبها وابحثوا عن مشروع نافع لمجتمعكم. فهل توقف المشروع التنموي ونهضة الأمة على قيادة المرأة للسيارة أو رمي الحجاب؟!!.وهل توقف التقدم التقني والصناعي على ذلك؟ يا هؤلاء: بكل صراحة أقول أين المشروع النافع الذي قدمتموه للأمة؟!.

في حقيقة الأمر أنكم لم تقدموا للمرأة إلا مزيداً من الشقاء والبعد عن الله. فهل لا ماست مطالباتكم حاجاتها الفعلية وقضاياها الجوهرية ومشاكلها الحقيقية وسعيتم جادين في إيجاد الحلول لها؟!.

ـ[أبو عبدالرحمن التميمي]ــــــــ[01 - 11 - 08, 09:38 ص]ـ

وفقك الله , وجزى الله كاتب المقال خير الجزاء , وقد قرأت له كتاباً رائعاً بعنوان " التيسير بين الإداعاء والحقيقة " فكان بحثاً رائعاً ,

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير