تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خطبة السلطان المغربي المولى سليمان العلوي - رحمه الله-]

ـ[أبو عبد الله عادل السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:27 ص]ـ

خطبة السلطان المولى سليمان العلوي

- رحمه الله -

مقدمة الخطبة

بقلم:

الدكتور محمد تقي الدين الحسيني الهلالي

الحمد لله القائل، إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار، وصلي اللهم على عبدك ورسولك محمد النبي المختار، وعلى آله وأصحابه الأبرار وعلى من اتبعهم بإحسان من المؤمنين الأخيار.

أما بعد:

فيقول أفقر العباد إلى ربه الكبير المتعالي محمد تقي الدين الحسيني الهلالي، إن الخطبة المباركة التي أنشأها أمير المؤمنين المولى سليمان بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل الملك المغربي العلوي العظيم. هي جيش من جيوش التوحيد، والسنة لتطهير العقول من الشرك والبدعة وتوجيههم لإتبَّاع الكتاب والسنة إذ لا صلاح ولا فلاح للمسلمين إلا بذلك وقد عنى بها العلماء المخلصين من يوم صدورها إلى يومنا هذا بالطبع والنشر والشرح لما اشتملت عليه من النصيحة للمسلمين وإبعادهم عن سلوك طريق المجرمين الذين يأكلون خير الله ويعبدون غير الله وقد صدتهم الشياطين عن التمسك بسنة سيد المرسلين وقد وفق الله جماعة من الحنفاء ذوي الغيرة على الدين إلى طبعها ونشرها تنويرا وإصلاحا لقلوب إخوانهم المسلمين جزاهم الله خير ما يجزي به المحسنين والتمَسوا منِّي أن أجعل لها مقدمة تكشف النقاب عن سبب إنشائها والغرض المراد بها فلبيت الدعوة راجيا أن ينفع الله بهذا العمل كل قارئ وسامع ويهدينا جميعا صراطه المستقيم. ويجعلنا من الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

سبب إنشاء هذه الخطبة وتعميمها في جميع المساجد المغربية من قبل الملك المذكور أحسن الله إليه، وقدس روحه.

قال صاحب "الاستقصاء في تاريخ المغرب الأقصى" الشيخ أبو العباس أحمد بن خالد الناصري ما نصه باختصار وتصرف:

" وفي سنة ست وعشرين ومائتين وألف وجه السلطان المولى سليمان رحمه الله ولده الأستاذ الأفضل المولى أبا إسحاق إبراهيم بن سليمان إلى الحجاز لأداء فريضة الحج مع الركب النبوي في جماعة من علماء المغرب وأعيانه مثل الفقيه العلامة القاضي أبي الفضل العباس بن كيران، والفقيه المولى الأمين بن جعفر الحسني الرتبي، والفقيه العلامة الشهير أبي عبد الله محمد العربي الساحلي، وغيرهم من علماء المغرب وشيوخه فوصلوا إلى الحجاز وقضوا المناسك وزاروا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاروا فيه في الروضة المباركة وسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم.

[ذكر المناظرة بين علماء المغرب وابن سعود]

حكى صاحب الجيش: أن المولى إبراهيم ذهب إلى الحج واستصحب معه جواب السلطان فكان سببا لتسهيل الأمر عليهم وعلى كل من تعلق بهم من الحجاج شرقا وغربا، حتى قضوا مناسكهم على الأمن والأمان والبر والإحسان قال: حدثنا جماعة وافرة ممن حج مع المولى إبراهيم في تلك السنة أنهم ما رأوا من ذلك السلطان يعني "ابن سعود" ما يخالف ما عرفوه من ظاهر الشريعة، وإنما شاهدوا منه ومن أتباعه غاية الاستقامة والقيام بشعائر الإسلام، من صلاة وطهارة وصيام ونهي عن المنكر الحرام وتنقية الحرمين الشريفين من القاذورات والأثام التي كانت تفعل بهما جهارا من غير نكير وذكروا أن حاله كحال آحاد الناس لا يتميز عن غيره بزي ولا مركوب ولا لباس وأنه لما اجتمع بالمولى إبراهيم أظهر له التعظيم الواجب لأهل البيت الكريم وجلس معه كجلوس أحد أصحابه وحاشيته، وكان الذي تولى الكلام معه هو الفقيه القاضي أبو إسحاق إبراهيم الزداغي، فكان من جملة ما قال ابن سعود لهم إن الناس يزعمون أننا مخالفون للسنة المحمدية.

فأي شيء رأيتمونا خالفنا السنة؟ وأي شيء سمعتموه عنا قبل اجتماعكم بنا؟

فقال له القاضي: بلغنا أنكم تقولنا بالاستواء الذاتي المستلزم لجسمية المستوي.

فقال: معاذ الله إنما نقول كما قال مالك:" الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة ". فهل في هذا من مخالفة؟

قالوا: لا، وبمثل هذا نحن نقول نحن أيضا.

ثم قال القاضي: وبلغنا عنكم أنكم تقولون بعدم حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحياة إخوانه من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير