* ذكر الأميني مقدمة عن التراث الإسلامي وما مر به ثم قال اذا ما تصفحنا بعض المعاجم والمراجع الأدبية والتاريخية، لوجدناها زاخرة بروايات وأحاديث تحدث بها أبو بكر الجوهري، أو أملاها على المؤلفين، ومنها مؤلفات أبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني، وأبي عبيدة محمد بن عمران المرزباني، وأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري الخراساني، وأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وعز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي وغيرهم.
ولما كانت أحاديث وروايات الجوهري، مبثوثة في طيات الكتب والمعاجم وتعتبر بحق نصوصا تاريخية وأدبية، أخذت على نفسي جمعها ولمها من ثنايا الكتب وجعلها في كتب خاصة مستقلة باسمه، مع ذكر المراجع التي نقلت وأخذت منها فكانت مؤلفاته كما يلي:
مؤلفات الجوهري:
تقع تصانيف الجوهري وتنقسم على جوانب شتى، وبحوث مختلفة من التاريخ، والأدب، والحديث، والتفسير، وكانت على النحو التالي:
أ ـ أخبار الشعراء:
جمعت فيه ما رواه أبو الفرج الأصفهاني عن أبي بكر الجوهري، من أحاديث وأخبار الشعراء في كتابيه ـ الأغاني ـ و ـ مقاتل الطالبيين ـ.
ب ـ السقيفة وفدك:
ويحتوي على جميع النصوص التي ذكرها ابن أبي الحديد، في كتابه ـ شرح نهج البلاغة ـ عن كتاب السقيفة لأبي الجوهري، حسب ما كانت في خزانة كتبه من نسخة، وكذا نسخة اخرى منه نسخة، كذا نسخة اخرى منه في مكتبة بهاء الدين أبي الحسن علي الاربلي البغدادي صاحب كتاب ـ كشف الغمة ـ.
ج ـ مآخذ العلماء على الشعراء:
ويضم ما ذكره أبو عبيد الله محمد المرزباني، في كتابه ـ الموشح ـ عن أبي بكر الجوهري، وهي مآخذ كتبها الجوهري، الى المرزباني، وهي مآخذ العلماء على الشعراء في عدة أنواع من صناعة الشعر واسأل الله جل شأنه التوفيق والصحة والعون والعمر في اخراج الجميع وطبعه ونشره انه ولي التوفيق.
هذا وحدثني الفقيه آية الله العظمى السيد شهاب الدين النجفي المرعشي انه شاهد في مكتبة المرحوم العلامة الشيخ محمد السماوي النجفي كتابا لأبي بكر الجوهري، في علوم القرآن، وفي الأغاني أحاديث وروايات قرآنية جاءت عن الجوهري، تثبت هذا الرأي.
مشايخه في الرواية:
يروي أبو بكر الجوهري، في كتابه عن رجال أجمعت أئمة الجرح والتعديل على توثيقهم وصدقهم، كما ترجمت لهم أصحاب المعاجم واثنوا عليهم، وترجموا لهم وذكروهم بالتقدير والاكبار، وهم من كبار الشيوخ وفطاحل السنة، لأن المؤلف كان يستقصي في وضع تأليفه الأحاديث من منابعها السليمة، ويتوخى الأخبار عن مصادرها الموثوقة الشافية حسب اعتقاده وعلمه، وان أتى فيه ما يخالفه الحقيقة والواقع في بعض الأحايين، فذكر أحاديث وأخبار مباينة للحق الصراح، ولذلك أشرنا إليها في الهوامش، وترجمنا رجال السند، وأقوال أئمة الجرح والتعديل فيهم، لتمتاز الأحاديث الصحيحة من السقيمة، والمعتمدة من المختلفة، ولينتقى التاريخ عن المختلقات والموضوعات، ويصفى من الشبه والضلالات.
ان التاريخ ينبغي أن يتطهر من زلات الميول والعواطف، ويتجرد عن الأهواء والاتجاهات الطائفية والسياسية، ويتنزه عن الهوى والأهواء، والحب والتقليد الذي تبيد في صعيده الحقائق، وتتلاشى في ظلاله الواقع، كل ذلك لئلا يذهب الحق جفاء، وما يفسد الناس ويضلهم فيمكث.
لقد روى المؤلف في كتابه هذا عن نفر عرفوا بالصدق، والعدل، والثقة، وكثيرا ما نجده في نقله الحديث يبتدأه بقوله: أخبرنا، حدثني، حدثنا، أنبأنا، وما أكثرهم مشايخه في الرواية، بيد أنه كثير النقل والرواية عن:
أ ـ عمر بن شبة:
أبو زيد عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد بن رائطة بن أبي معاذ النميري البصري النحوي الأخباري البغدادي المتوفى 262.
¥