وهناك طريقة أخرى وغالباً ما تستعمل فى جنوب أفريقيا وهى تحضير القات بطريقة تحضير الشاي تماماً ويقال: إن هذه الطريقة كانت تستعمل فى اليمن أيضاً حتى سمى الأجانب القات " شاى العرب.
طريقة تدخين القات
يُدخَّن القات كالطباق تماماً أو الحشيش أى يصنع سجائر أو يدخن فى المداعة، والأجزاء التى تستعمل لهذا الغرض هى البراعم الزهرية والأوراق الصغيرة إذا تفتتت وتلف سجائر وهذه الطريقة تستعمل غالباً فى البلدان الممنوع دخول القات فيها ولكن هذه الطريقة نادرة.
الفصل الثاني
هل القات مخدِّرٌ؟
لا شك أن هذا السؤال مثير وكل واحد يبغى له جواباً عاجلاً ولكى تعرف الإجابة الشافية يجب أن نعلم أن الإنسان فى بحثه عن السكينة واللذة وفى مكافحته للألم تعامل مع عدد من النباتات المتميزة بخواص وصفية، ومن هذه النباتات ماهو شاف من الداء العضال ومنها هو سم قتال وبعض الناس يرى أن القات لا تأثير له سوى تنشيط الذاكرة وإزلة الهم ويرى البعض الآخر أنه مخدر ومفتر.
والصحيح أن القات مخدر ومفتر بشهادة كثير من الأطباء قديماً وحديثاً، وتحقق أنه يحتوى على مواد مخدرة وسيأتى إن شاء الله مايؤكد ذلك.
الخدر مأخوذ من الخدر وهو الضعف والكسل والفتور والاسترخاء، وأما القول بأن القات لا تأثير له سوى تنشيط الذاكرة فقول مخالف للحقيقة والواقع.
وأكثر من يدافع عن القات وينكر أنه مخدر هو من ابتلى بتعاطيه، وأن الإنسان إذا أحب شيئاً دافع عنه بكل وسيلة، ويرى منافعه دون مضاره ومحاسنه دون مساويه وهذا كما قيل حبك الشئ يعمى ويصم وقديماً قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى - والإنسان إذا فسدت نفسه أو مزاجه يشتهى ما يضره ويلتذ به بل يعشق ذلك عشقاً يفسد عقله ودينه وخلقه وماله.
ومن فقد الميزان المستقيم الكتاب والسنة غرق فى بحار الهوى يفعل ما تشتهى نفسه ويترك ما تكرهه حتى ولو كان ما يفعله مضراً له وما يتركه نافعاً، حتى أن بعض أهل اليمن يعتقد أن الذى لا يخزن القات هو رجل بخيل وغير مكتمل الرجولة.
وقد أدرج القاتَ المؤتمرُ الإسلامى العالمى لمكافحة المسكرات والمخدرات والذى عقد فى المدينة المنورة فى الفترة من السابع والعشرين إلى الثلاثين من شهر جمادى الأولى لعام اثنين وأربعمائة وألف للهجرة النبوية، بدعوة من الجامعة الإسلامية ضمن المخدرات وقرر المؤتمر بعد استعراض قدم إليه من بحوث حول أضرار القات الصحية والنفسية والخلقية والاجتماعية والاقتصادية أنه من المخدرات المحرمة شرعاً؛ ولذلك فإنه يوصى الدول ... بتطبيق العقوبة الشرعية الرادعة على من يزرع أو يروِّج أو يتناول.
وأدرجت منظمة الصحة العالمية القات عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة، بعدما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت ست سنوات احتواء نبتة القات على مادتي نوربسيدو فيدرين والكاثين المشابهتين في تأثيرهما للأمفيتامينات.
وينتشر تعاطي القات على نطاق واسع في اليمن والصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب إفريقيا، وتزرع شجرة القات على المرتفعات الجبلية والهضاب البالغ ارتفاعها حوالي 800 م من سطح البحر، ويصل طول الشجرة أحياناً إلى ستة أقدام، وتعتبر من النباتات المعمرة دائمة الخضرة، وذات قدرة كبيرة على تحمل تقلبات الطقس.
التركيب الكيميائي
تتكون نبتة القات من مركبات عضوية أهمها "الكاثين" و"النوربسيدو إفيدرين" وهي مواد تتشابه في تركيبها مع الأمفيتامين، ولهذه المواد تأثير على الجهاز العصبي، حيث تتسبب إفراز بعض المواد الكيميائية التي تعمل على تحفيز الخلايا العصبية مما يقلل الشعور بالإجهاد والتعب، ويزيد القدرة على التركيز في الساعات الأولى للتعاطي، ثم يعقب ذلك شعور بالاكتئاب والقلق.
¥