تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخى الكريم انظر الى فداحة هذه الخسارة نظرة فاحصة مدققة لكي تدرك جناية هذا الشجر الفاتن على الوقت الذي هو من أجل النعم التي منحها الله تعالى للإنسان ورغم ذالك يهمل كثيرا فى استخدامه بفاعليه وكفاءة.

لقد عنى القرآن الكريم والسنة المطهرة بالوقت من نواح شتى وصور عديدة، فقد بين الله تعالى أهميته وعظم نعمة الله فيه فيقول الله تعا لي في معر ض الامتنان وبيان عظيم فضل الله علي الإنسان.

وسخّر لكم الشمس والقمر دائبين وسخّر لكم الليل والنهار * وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها.

وقال تعالي: وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب.

وجاءت السنة النبوية لتؤكد قيمة الوقت وتقرر مسؤولية الإنسان عنه أمام الله تعالى يوم القيامة قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه؟ وعن علمه فيما فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟ وعن جسمه فيما أبلاه؟

وقد أدرك العقلاء والحكماء أهمية الوقت وقيمته , فقال بعضهم: الوقت كالذهب، وقال آخرون: الوقت كالسيف، ورحم الله الشيخ الذي قال: الوقت هو الحياة.لا شك أنه أغلى من الذهب وأحد من السيف.

أما الدليل الأول من السنة فحديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم و رضي الله عنها قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن مسكر ومفتِّر، قال أبو سليمان الخطابى رحمه الله تعالى: المفتر كل شراب يورث الفتور والرخوة فى الأعضاء والخدر فى الأطراف وهو مقدمة السكر ونهى عن شربه لئلا يكون ذريعة إلى السكر، والمفتر أيضاً هو الذى يفتر الجسد إذا شرب أى يحمى الجسد ويصير فيه فتوراً وهو ضعف وانكسار.

والقات مفتر ومخدر إن لم يكن من المسكرات، وله أصول فعالة منها " الكاثين " ولهذه الأصول تأثيرات نفسية تتم بالتأثير فى الجهاز العصبى لكل من يتعاطى القات ومن أهم هذه التأثيرات " التنشيط العام " ويظهر مفعول القات النفسى على عدة أشكال.

أولاً: زيادة التوتر العصبى

ثانياً: زيادة استعداد الشخص لتقبل الأشخاص الجدد وتعرفه عليهم بسهولة

ثالثاً: زيادة فى الحركة والنشاط

رابعاً: زيادة فى الإثارة

خامساً: الاتجاه إلى العنف

سادساً: الاضطراب

سابعاً: تصرفات لا إرادية يلى ذلك كله السهر والأرق مع ارتفاع فى حرارة الجسم، وقد يؤدى تعاطى القات بكميات كبيرة فى بعض الحالات النادرة إلى ظهور أعراض التسمم التى تؤدى إلى الهلوسة وجنون العظمة والهيجان العصبى

يقول الدكتور عبد الله بن محمد الطيار: تعاطى القات يؤدى إلى الشعور بالخفة و النشاط والثرثرة وتحسين الاندماج مع الأصدقاء والتهيج والأرق وباسمرار تعاطى القا ت يدخل الشخص فى دائرة الاعتماد النفسى الذى يتميز بالحاجة الملحة فى الحصول على القات ويصاب المدمن بعدة أعراض صحية منها تمدد حدقة العين، الإسراع فى ضربات القلب، ارتفاع ضغط الدم، احتقان الملتحمة، الصداع وفقد الشهية للطعام، الضعف الجنسى الذى ينتهى بالعجز الكلى فى مراحله المتأخرة.

وقال الشيخ عبد الله بن جار الله: القات نبات مخدر ومفتر يزرع فى اليمن وفى غيرها.

ويجدر هنا أن نسوق كلام الشيخ محمد بن سالم البيحانى رحمه الله تعالى بتمامه فى شرح حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فى الخمر والمسكرات، فقال: وهنا أجد مناسبة وفرصة سانحة للحديث عن القات والتنباك والابتلاء بهما عندنا كثير، وهما من المصائب والأمراض الاجتماعية الفتاكة وإن لم يكونا من المسكر فضررهما قريب من ضرر الخمر والميسر لما فيهما من ضياع المال وذهاب الأوقات والجناية على الصحة، وبهما يقع التشاغل عن الصلاة وكثير من الواجبات المهمة ولقائل أن يقول هذا شئ سكت الله عنه ولم يثبت على تحريمه والامتناع منه أى دليل وإنما الحلال ما أحل الله والحرام ما حرمه الله فقد قال جل ذكره " هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ً " وقال تعالى: " قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحاً أو لحم خنزير " وصواب ما يقول هذا المدافع عن القات والتنباك، ولكنه مغالط فى الأدلة ومتغافل عن العمومات الدالة على وجوب الاحتفاظ بالمصالح وحرمة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير