اتفق على تحريمه المؤتمرون في المؤتمر الإسلامي العالمي لمكافحة المخدرات والمسكرات المنعقد في المدينة المنورة بدعوة من الجامعة الإسلامية في تاريخ 27 – إلى نهاية 30/ 5/1402هـ والذي شارك فيه ممثلون من سبع عشرة دولة إسلامية وكان من توصيات المؤتمر المذكور الفقرة الثالثة عشرة.
13 - يقرر المؤتمر بعد استعراض ما قدم له من بحوث حول أضرار القات الصحية والنفسية والخلقية والاجتماعية والاقتصادية أنه من المخدرات المحرمة شرعاً ولذلك بأنه يوصي الدولة الإسلامية بتطبيق العقوبة الشرعية الرادعة على من يزرع أو يروج أو يتناول هذا النبات الخبيث. ومن وصايا هذا المؤتمر المادة تسعة: يجب حضر إنتاج الخمور وزراعة المخدرات (قلت ومنها القات) والدخان وتصنيعها واستيرادها في الدول الإسلامية.
المادة عشرة: يجب إغلاق دور اللهو والفساد لما لها من أثر كبير في انتشار المسكرات والمخدرات وشيوع الرذائل والمنكرات.
المادة إحدى عشر: توقيع العقوبات الشرعية الرادعة على المهربين والمروجين والمتاجرين في المسكرات والمخدرات.
قلت وإذا كانت هذه الوصايا في منع شيوع الدخان فلا شك أنها سارية في جميع المخدرات ومنها القات وأن 99% من أكلة القات يجمعون بينه وبين الدخان وقد يكونون من المعلمين والموجهين وحملة الشهادات العليا في الشريعة وإذا كان الأمر كذلك فقل على الإسلام السلام وإنا لله وإنا إليه ارجعون.
وإن من إضراره الاقتصادية إنفاق المال فيه وليس المال الذي ينفق فيه بقليل بل أن الذي ينفق فيه في اليوم الواحد لا يقل عن عشرة ملايين وذلك أنا لو قدرنا أن أكله في مقاطعة جيزان التي هي ما بين الحدود اليمنية جنوباً إلى الشقيق شمالاًَ ومن البحر الأحمر إلى الحدود شرقاً مئة ألف شخص ثم أنا لو قدرنا أن معظمهم يشتري في اليوم ما بين مائة إلى مائة وخمسين وأدناهم في خمسين ثم ضربنا المتوسط وهو المائة في مائة ألف لحصل لنا عشرة ملايين ريال في اليوم الواحد وإذا ضربنا العشرة ملايين في أيام السنة القمرية التي هي 354 يوماً لحصل لنا 3540000000 وهذا مبلغ يمون دولة بكاملها فلو كان هذا المبلغ في جمعية بر يزوج منها العزاب ويبني مساكن للفقراء وينفق منها على الأرامل والمعوقين واليتامى لكان في ذلك نفع كبير وعظيم ولكن من الذي يسخو بهذه الكمية والشيطان بالمرصاد ومن أضراره الاقتصادية أن الأمة الإسلامية تخسر كل يوم ثمان ساعات من كل شخص يأكل القات فلو ضربنا 8 في 100.000 شخص لحصل لنا ثمان مئة ألف ساعة فهذه الساعات تذهب كل يوم سدى نخسرها في لا شيء فأين العقول التي تعي هذا وتعلم أنها مسئولة عن هذه الساعات أمام الله الذي لا تخفى عليه خافية وقد ثبت عن نبي الهدى صلى الله عليه عليه وسلم أنه قال " لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه " والعمر هو الساعات والدقائق والأيام والليالي والأشهر والسنوات التي يبقاها العبد على هذه الدنيا مكلفا عاقلاً يعي ما ينفعه فيأتيه وما يضره فيتقيه فإن صرفها في خير نفع وانتفع وإن صرفها في شر خاب وخسر وندم حين لا ينفع الندم فالسؤال لابد حاصل عن العمر الذي أتلفته والمال الذي أنفقته والعلم الذي علمته ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد ....
حرر هذه الفتوى
أحمد بن يحيى النجمي
فتوى في حكم القات لمحمد بن عبد الله الإمام
س: ما حكم الإسلام في القات أكلاً وزراعةً وبيعاً وشراءً وهديةً؟
ج: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
القات أكله وزراعته وبيعه وشراؤه وإهداؤه حرام وذلك للأدلة والأسباب التالية:
أولا: الدليل من القرآن: قد جاءت الأدلة الواضحة في بيان خبث القات وتحريمه ومن ذلك قوله تعالى مبيناً وظيفة رسولنا ا?: ?ويحل لهم الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث? فذِكْر تحريم الخبائث في مقابل تحليل الطيبات يفيد أن كل خبيث حرام سواء كان في المأكل أو المشرب أو النكاح أو غير ذلك، والله سبحانه وتعالى يخبر في هذه الآية أن نبينا ? يحرّم ما فيه الضرر والخبث، فلم يحرّم علينا نبينا شيئا هو طيّب من كل الجهات، وتحريم الشيء إما أن يكون لذاته أو لغيره.
أما الحرام لذاته: فهو كلحم الخنزير والخمر وما أشبه ذلك.
¥