بل أبلغ من ذلك وأعظم ما صحَّ من أنَّ خليل الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال {ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي و لبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه أبط بلال}
أمّا لباسه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ونعلاه فقد لبس - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الخشن الذي يثقل بدنه إذا قام, تقول عائشة رضي الله عنها:كان على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بردان قطريان غليظان خشنان فقلت: يا رسول الله إن ثوبيك خشنان غليظان و إنك ترشح فيهما فيثقلان عليك و أن فلانا قدم له بز من الشام فلو بعثت إليه فأخذت منه ثوبين بنسيئة إلى ميسرة فبعث إليه إليه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رسولاً ليأتيه بثوبين يستبدل بهما ثوبيه فأبى البائع عليه وأساء إليه بقول غليظ فاحش حيث بعث إليه قائلاً: قد علمت ما يريد محمد أن يذهب بثوبي و يمطلني فيهم.!!
فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {قد كذب قد علموا أني أتقاهم لله و أداهم للأمانة}
ولم ينل بغيته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من تغيير ثوبيه الخشنين اللذين كانا يثقلانه إن قام بهما
وقد كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يلبس النَّعلين حتى يبليا ويتَحاتُّ الشعر الذي عليهما فتكونان جرداوين يعني تجردتا مما عليهما من الشعر , كما في الصحيح أنّ أنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أخرج لأناسٍ عند نعلين جرداوين لهما قبالان. فحدَّث ثابت البناني بعدُ عن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنهما نعلا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وإن انقطع نعله أو احتاج لخصف وإصلاح فلا يغيره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وبإمكانه أن يصلح من حال نعليه , كما روي عن عائشة رضي الله عنها ربما انقطع شسع نعل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فمشى في النعل الواحدة حتى يصلحها.
وصح عن علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أنه كان يخصف نعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , بل كان هو بنفسه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخصف نعليه بيديه الطاهرتين.!
ومنَّا اليومَ من يحتذي أصناف الجلود وأنعمها , ومنّا من يبذخ ويسرف ويصرف على نعليه ما يسد فاقة أسرة من أسر المسلمين شهراً كاملاً , له نعل للدوام وأخرى لداخل البيت وثالثة للحمّام ورابعة للصيف وخامسة للشتاء , والله يضاعف لمن يشاء , ولا يتحركُ قلبه أو لسانه شكراً لله وحياءا منه على ما خوَّله وآتاه.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[08 - 05 - 08, 07:00 م]ـ
وبارك الله بكم أيها الأخوة الأفاضل على ما أتحفتمونا من الكنوز النبوية يتصبر بها المؤمن ...
وقال صلى الله عليه وسلم:
"أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوْفٍ وَهُوَ حَلِيفٌ لِبَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ إِلَى الْبَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ صَالَحَ أَهْلَ الْبَحْرَيْنِ وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ الْعَلاَءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنْ الْبَحْرَيْنِ فَسَمِعَتْ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَوْا صَلاَةَ الْفَجْرِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ رَآهُمْ ثُمَّ قَالَ أَ ظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ قَالُوا أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ "
رواه البخاري.
فنسأل الله الثبات على جميع الأحوال والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[08 - 05 - 08, 09:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب و بارك فيك و زادك علما
و هناك سلسلة للشيخ محمد سعيد رسلان تسمى سلسلة الفقر عند العلماء فيها ما يُصبر القلب و يرفع عنه الكرب
و الله المستعان
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[08 - 05 - 08, 10:58 م]ـ
بارك الله بكم جميعا ...
أخي محمد عمارة: سوف أذهب إنشاء الله للرابط الذي ذكرت ....
ورد في بداية مشاركتي أعلاه خطأ مطبعي وهي زيادة عبارة:
(وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) فأرجو التكرم بالإنتباه إلى ذلك وزاكم الله خيرا ...
والله الموفق
¥