تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- ثم سألني - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن رجل من أهل الصفة فقال {هل تعرف فلانا} قلت لا والله ما أعرفه يا رسول الله فما زال يجليه وينعته حتى عرفته فقلت قد عرفته يا رسول الله قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {فكيف تراه أو تراه} قلت هو رجل مسكين من أهل الصفة فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو خير من طلاع الأرض من الآخر} , قلت يا رسول الله أفلا يعطى من بعض ما يعطى الآخر فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {إذا أعطي خيرا فهو أهله وإذا صرف عنه فقد أعطي حسنة}

وهذا فردٌ من الأمة كان يجهلُه الصحابة رضي الله عنهم ويعرفه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ويعرفه الله قبل ذلك , فلا تقتحمنَّ عيناكَ أحدً للون أو هيئةٍ رثةٍ أو ثيابٍ مرقعةٍ أو لسانٍ عييٍّ أو غير ذلك من اعتبارات احتقارنا للناس اليومَ , فلربما كان خيراً عند الله منك وممن تعرف من خلق الله وتجِلُّهم لاعتبارات الدنيا الدنيَّة.

ولا يزال في الأمة خلفٌ يخلفون أهل الصفوة رضي الله عنهم تمتلئ بهم البلادُ شرقا ومغرباً وشمالاً وجنوباً , ويختفون بين العباد , لا يؤذَنُ لهم ولا يشفّعون ولا يُاْبَهُ بهم, بل هم أكثر من يتعرض للظلم والازدراء لأنه لا ناصر لهم غير الله وكفى به نصيراً عند أولي الألباب , والله المستعان.

فائدة:

قال الحاكم رحمه الله:

تأملت هذه الأخبار الواردة في أهل الصفة فوجدتهم من أكابر الصحابة رضي الله عنهم ورعا وتوكلا على الله عز وجل وملازمة لخدمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، اختاره الله تعالى لهم ما اختاره لنبيه صلى الله عليه وسلم من المسكنة، والفقر، والتضرع لعبادة الله عز وجل، وترك الدنيا لأهلها، وهم الطائفة المنتمية إليهم الصوفية قرنا بعد قرن، فمن جرى على سنتهم وصبرهم على ترك الدنيا والأنس بالفقر، وترك التعرض للسؤال فهم في كل عصر بأهل الصفة مقتدون وعلى خالقهم متوكلون) انتهى

وعجباً من بعض المتصوفة الذين يأكل بعضهم الربا ويجاهر بالإسبال وحلق اللحية والشرك بالله ثمَّ يظنُّ بعضهم بنفسه التصوف الحقيقيَّ الممدوحَ على ألسنة السلف رحمهم الله. فليُنتَبه لذاك.

ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[24 - 08 - 08, 06:58 م]ـ

بارك الله بك أخينا: أبو زيد ...

أللهم لا تبتلينا فتفضحنا ..... أللهم إنا نسألك السعة والعافية ......

ومن علماء الصوفية في هذا الزمان من يجلس للإفتاء فيحل أكثر ما حرم الله، بإسم "التيسير على الناس .. "

وينقض عرى الأسلام عروة عروة بإسم الإسلام ......

وتتاسبق عليه الفضائيات، ثم أصبح قاضي القضاة في دولة إسلامية، وكأنهم يقضون بشيء من الإسلام ... والله المستعان ...

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[10 - 11 - 08, 08:56 ص]ـ

ولم يكن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يجعل للفقراء من صحابته منزلةً غير منزلة الأغنياء الموسرين , كما يفعله بعضنا اليومَ فتجده لا يباسط ويؤانس ويهشُّ ويبشُّ إلا في وجوه المشاهير وأرباب الدثور , أما المعدمون الفقراء , فأحسن أحواله وما هي بحسنة أن يقوم برد السلام - إن هم ابتدأوه به - , بل بلغت عنايته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالفقراء من صحابته أن كان يعاتب فيهم أحبَّ الأمَّة إليهم وأقربهم منه ,والذي لم يمنعه من اتخاذه خليلاً إلا أنه هو - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خليل الله ,وهو الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.

ففي صحيح مسلم أيضاً من حديث عائذ بن عمرو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (أن أبا سفيان مر على سلمان وصهيب وبلال رضي الله عنهم، وهم من فقراء الصحابة، وأبو سفيان شريف من الأشراف وسيد من السادة، وفي المجلس أيضاً صديق الأمة الأكبر أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر , فلما رأى فقراء الصحابة أبا سفيان يمشي قالوا كلمة شديدة، قالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عدو الله مأخذها، فغضب الصديق 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لهذه الكلمة، وقال للصحابة: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟!

وترك الصديق المجلس وانصرف إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأخبره بما قال الصحابة وبما قال هو، فاسمع ماذا قال رسول الله لأبي بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -

{يا أبا بكر! لعلك أغضبتهم فوالله إن كنت أغضبتهم فلقد أغضبت ربك عز وجل}

وأذكُرُ هنا ما بلغني عن إمام أهل السنة بن باز رحمه الله , أن بعض من حوله امتعض من جلوس العمال والضعفاء على ما ئدة الشيخ رحمه الله , فاقترحوا عليه إفرادهم بسفرة وصحفة يتغدون عليها مراعاةً لمن يزور الشيخ من وجهاء وكُبراء , ولئلاَّ يتأذى أولئك من روائح العمال ومظاهرهم, فامتنع الشيخ وأبى أشد الإباء وقال: من أراد أن يجلسنا كما نحنُ فليتفضل.!!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير