ـ[مستور مختاري]ــــــــ[10 - 11 - 08, 07:20 م]ـ
فتح الله عليك
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[25 - 01 - 09, 08:32 م]ـ
وفي هذه الأزمنةِ التي يبعثُ الشِّبَعُ والرِّيُّ أقواماً على الظلم والتسلط والكبرياء وازدراء النَّاس , فإنَّ زمناً مضى في عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , اضطرت المسغبةُ والجوعُ وقلةُ ذات اليدِ والعدمُ صاحبَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رَافِع بْنَ عَمْرٍو 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إلى أنْ يستطعمَ النَّخلَ فيرمي نخلَ النَّاس لياكُلَ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ما اسَّاقطَ من ثمره , ويحكي ذلك عن نفسه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فيقول:
{كُنْتُ أَرْمِى نَخْلَ الأَنْصَارِ فَأَخَذُونِى فَذَهَبُوا بِى إِلَى النَّبِىِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ {يَا رَافِعُ لِمَ تَرْمِى نَخْلَهُمْ}
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ الْجُوعُ. قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {لاَ تَرْمِ وَكُلْ مَا وَقَعَ أَشْبَعَكَ اللَّهُ وَأَرْوَاكَ}
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 05:46 م]ـ
ورغم ما كان عليه إمامنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من شدة الحال وشظف العيش إلا أنَّ الفقر بلغَ بأصحابه مبالغَ تغير لها وجه رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى كأنما انتُهك حدٌّ من حدود الله , وذلكَ أنَّ الصَّحَابةَ رضي الله عنهم كانو يجالسونه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِى صَدْرِ نهَارٍ إذ جَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِى النِّمَارِ أَوِ الْعَبَاءِ مُتَقَلِّدِى السُّيُوفِ (ومعنى هذا الوصف أنها أقمشةٌ خرقوها ودخلوا وسطها لا أزرار لها ولا أكمام) فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَ بِلاَلاً فَأَذَّنَ وَأَقَامَ فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ {(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) إِلَى آخِرِ الآيَةِ (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) وَالآيَةَ الَّتِى فِى الْحَشْرِ (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ) تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ -} حَتَّى قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ}.
فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا بَلْ قَدْ عَجَزَتْ ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَتَهَلَّلُ كَأَنَّهُ مُذْهَبَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {مَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَىْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ}.
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[20 - 05 - 09, 05:25 م]ـ
أقترح تثبيت الموضوع
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[12 - 06 - 09, 04:56 م]ـ
للرفع
للذكرى
ـ[مصطفى المدني]ــــــــ[16 - 07 - 09, 07:19 م]ـ
...........
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[28 - 07 - 09, 07:27 ص]ـ
يرفع للذكرى
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 07:30 ص]ـ
أكرمك الله أبا زيد
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 03:13 م]ـ
قرأتْ إحدى الأخوات الموضوعَ وبعثت تستشكلُ حال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأن فقرهُ كان عن اختيارٍ منهُ ورغبة عن الدنيا وهي تقول إن من يتق الله يرزقهُ ويجعل له مخرجاً , وهذا سيقودنا لمسألةٍ طال فيها الخلافُ وأفردت بكتبٍ وتصانيف , وهي تفضيل الغنى على الفقر أو الفقر على الغنى.
وأحب أن أشير إلى أمرٍ يغفل عنهُ كثيرون ممن يتباحثون تفضيل أحد الحالين على الآخر , وهو أن كل هذا الخلاف لا يُرادُ به إلا أتقياء الفقراء والأغنياء , يعني: التقيُّ الصالحُ هل أفضلُ حالَيْه أن يكون غنياً أو فقيراً.؟
أما فجرةُ الأغنياء والفقراء فلا فضل لهم ما لم يتقوا الله ويصلحوا أحوالهم , فالفقيرُ الفاجرُ يكونُ كفقراء الهندوس وبوذا الذين ذاقوا مرارة الدنيا بالفقر والحاجة والجوع والمرض , وسيذوقون وبال الآخرة بالعذاب النُّكر.
وفجَّارُ الأثرياء حُرموا نعيم الدنيا بضنك العيش وإن كان ظاهرهم الأنسُ بها , فقد شغلهم الله بالحرص والمخافة والترقب للزيادة ومغالبة هواجس الغدر والخسارة والإقلال , ولذلك فحالُ كثير من الفقراء خيرٌ منهم بشهادة أرقى المستشفيات الخاصة التي يغدون عليها ويروحون بسبب القلق النفسي والهم الذي أورثهم إياهُ الغنى المجردُ عن العبودية لله تعالى, وفي تالآخرة ينتظرون حساباً عسيراً على ما أفاء الله عليهم من نعمه التي جندوها لمبارزته ومخالفة أمره.
والتقي الذي يحقق العبودية لله هو في خير وعلى خير , ولكن إن اختار له الله ما اختاره لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من كفاف أو فقر لا تذلهُ معهُ المسألةُ فهو خيرٌ وأكملُ والعلمُ عند الله.
¥