تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[13 - 02 - 10, 06:36 م]ـ

وفي حيَاةِ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - العائليةِ وخلافَاتِهِ الأُسَريةِ في بيتِ النُّبُوَّةِ الطَّاهرِ , نجدُ الفقرَ وقلَّةَ ذاتِ اليَدِ كادتْ تتسَبَّبُ في قراقه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لأمهاتنا الطاهراتِ زوجاتِهِ رضي اللهُ عنهُنَّ وأرضاهُنَّ , ذلكم أنَّ أَبا بَكْرٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - دَخَلَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَوَجَدَ النَّاسَ جُلُوسًا بِبَابِهِ لَمْ يُؤْذَنْ لأَحَدٍ مِنْهُمْ فَأُذِنَ لأَبِى بَكْرٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فَدَخَلَ ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَوَجَدَ النَّبِىَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جَالِسًا حَوْلَهُ نِسَاؤُهُ وَاجِمًا سَاكِتًا فَقَالَ لأَقُولَنَّ شَيْئًا أُضْحِكُ النَّبِىَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَ بِنْتَ خَارِجَةَ سَأَلَتْنِى النَّفَقَةَ فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَوَجَأْتُ عُنُقَهَا.

فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَقَالَ {هُنَّ حَوْلِى كَمَا تَرَى يَسْأَلْنَنِى النَّفَقَةَ} فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إِلَى عَائِشَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا فَقَامَ عُمَرُ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إِلَى حَفْصَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا كِلاَهُمَا يَقُولُ تَسْأَلْنَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مَا لَيْسَ عِنْدَهُ.!!

فَقُلْنَ: وَاللَّهِ لاَ نَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شَيْئًا أَبَدًا لَيْسَ عِنْدَهُ.

ثُمَّ اعْتَزَلَهُنَّ شَهْرًا أَوْ تِسْعًا وَعِشْرِينَ ثُمَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ (يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ) حَتَّى بَلَغَ (لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا) فَبَدَأَ بِعَائِشَةَ فَقَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {يَا عَائِشَةُ إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ أَمْرًا أُحِبُّ أَنْ لاَ تَعْجَلِى فِيهِ حَتَّى تَسْتَشِيرِى أَبَوَيْكِ} قَالَتْ وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَتَلاَ عَلَيْهَا الآيَةَ قَالَتْ أَفِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَسْتَشِيرُ أَبَوَىَّ بَلْ أَخْتَارُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ وَأَسْأَلُكَ أَنْ لاَ تُخْبِرَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِكَ بِالَّذِى قُلْتُ.

قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {لاَ تَسْأَلُنِى امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ إِلاَّ أَخْبَرْتُهَا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِى مُعَنِّتًا وَلاَ مُتَعَنِّتًا وَلَكِنْ بَعَثَنِى مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا}

فمَتى يقنعُ بعضُ طلبةِ العلمِ وحملةِ القرآنِ بأنَّ الفقرَ ليسَ بعيبٍ.؟

ومتى يقنعُ آخَرون بأنَّ المسارعةِ في أهواءِ الزَّوجات وتبذير الأموالِ وتحقيق كل ما يرغبنهُ ولو كان بتحمُّلِ الدُّيُونِ والتزوير وأكل الحرام ومُماطلة أصحاب الحقوق ليس من هدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في شيء.؟

فرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ذكر أمر نسائه لأوليائهنَّ وهجرَهُن وخيَّرهنَّ بينهُ وبين الدنيا والله يعلمُ أنَّهن ما كنَّ يبغين أموالاً لعيد الحب أو حفلات النجاح أو أعياد الميلاد أو السفر إلى شواطئ أوروبا , فكيف لو رأى وسمعَ حالَ بعضِ نساءِ المُسلمينَ اليوم .. ؟

ومَتى تعلمُ الزَّوجَاتُ الصالحاتُ أنَّ الحياةَ السعيدةَ الهانئةَ لا يُشترطُ لوجودها المالُ فضلاً عن كثرته.؟

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 09:36 م]ـ

ومِنْ أَدَلِّ البرَاهِينِ علَى مَا قَاسَاهُ صحَابَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الفقْرِ وَشِدَّةِ وَطْأَتِهِ ما جَاءَ فِي قِصَّةِْ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ رضِيَ اللهُ عَنْهَا وهِيَ الْقَائِلَةُ: وَاللَّهِ فِيَّ وَفِي أَوْسِ بْنِ صَامِتٍ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَدْرَ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير