تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لا حرمنا اللهُ رصائعكَ الخرائدَ، و فَوَائَدُكَ القلائدَ.

دمت لنا جميعاً، أخاً منيراً ناصحاً مفيداً

ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[24 - 03 - 10, 01:10 ص]ـ

قال أبو هريرة رضي الله عنه:

أالله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني فمر فلم يفعل ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي ثم قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق ومضى فتبعته فدخل فاستأذن فأذن لي فدخل فوجد لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن قالوا أهداه لك فلان أو فلانة قال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي قال وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون إلى أهل ولا مال ولا على أحد إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها فساءني ذلك فقلت وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها فإذا جاء أمرني فكنت أنا أعطيهم وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت قال يا أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال خذ فأعطهم قال فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال بقيت أنا وأنت قلت صدقت يا رسول الله قال اقعد فاشرب فقعدت فشربت فقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب حتى قلت لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا قال فأرني فأعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة

(صحيح البخاري: 5971)

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[03 - 10 - 10, 08:04 م]ـ

وقَدْ يَبذُلُ البعضُ وسعهُ في سَبيلِ التكَثُّرِ المَشروعِ من الدُّنيَا , ولكنَّ الفُرَصَ تفوتُهُ وآمالُهُ تعييهِ وطُمُوحهُ ينأى ويضربُ في بيداءِ الاستحالةِ , ولربَّما حاولَ الشيطانُ أن يستنبتَ في قلبهِ السخطَ على اللهِ تعالى , فحريٌّ به ساعتئذٍ أن ينظُر فيما هو عليهِ من الطاعةِ ويحمَد الله تعالى , ويتسلَّى بحديثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنَّهُ قَالَ {إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَافُونَ عَلَيْهِ} , وهذا الحديثُ العظيمُ قريبٌ من قولهم في الحِكَمِ {رُبَّمَا أعْطَاكَ فمَنعَكَ , وَرُبمَا مَنعَك فَأعْطاكَ} , ولا شكَّ أنَّ هذا المنعَ من الله تعالى هو عطاءٌ لا تُساوي عندهُ الدنياَ ذيلَ غُبارٍ , فما أعظمَ منزلةً عبدٍ يحميهِ الله تعالى حمايةَ أهل المريضِ مريضَهم , وتلكم منزلةٌ لا يُلقَّاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ وجاهٍ عريضٍ عند الله تعالى وتقدَّسَ.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير