تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حديثٌ خولفَ فيهِ الإمامُ مالكُ بنُ أنس رحمه الله تعالى

ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[01 - 02 - 03, 05:49 م]ـ

-

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله و أصحابه ومن اهتدى بهداه.

وبعد

فهذا حديث لم أجده في كتاب الإمام الدارقطني رحمه الله الذي صنفه في - الأحاديث التي خولف فيها الإمام مالك رحمه الله - أحببت أن أنبه إخواني عليه، وإشاركهم في هذا المنتدى العلمي النافع في نشر ماهو مفيد وإرشادهم إليه، مع علمي أنهم أفضل مني بكثير، و أنهم - أحسبهم والله حسيبهم - لا يخفى عليهم هذا الحديث الجليل.

فأقول وبالله التوفيق.

روى الإمام مالك بن أنس في الموطأ: كتاب الصلاة: باب ما جاء في المسح على الخفين (ص 59 رقم 41)

قال: عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد - من ولد المغيرة بن شعبة – عن أبيه المغيرة بن شعبة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب لحاجته في غزوة تبوك، قال المغيرة: (فذهبت معه بماء فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكبت عليه الماء فغسل وجهه ...... ) الحديث.

هذا الحديث خولف فيه الإمام مالك في ثلاثة أشياء:

أحدها / قوله: عباد بن زياد من ولد المغيرة.

الثاني / إسقاطه من الاسناد عروة و حمزة ابني المغيرة.

الثالث / أن مالك جعل رواية عباد عن المغيرة، فتكون هذه الرواية مقطوعة؛ لأن عباداً لم ير المغيرة بن شعبة.

أخرج الإمام أحمد في مسنده قال: (حدثنا مصعب بن عبدالله الزبيري قال: حدثني مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عباد بن زياد – من ولد المغيرة بن شعبة – فذكر هذا الحديث. قال مصعب: وأخطأ فيه مالكٌ خطأ قبيحا). (1)

قال الشافعي: (وهم مالك فقال: عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، وإنما هو مولى المغيرة بن شعبة). (2)

وقال أبو حاتم الرازي كما في العلل: (وهم مالك في هذا الحديث في نسب عباد بن زياد، وليس هو من ولد المغيرة بن شعبة وليس هو من ولد المغيرة ويُقال له: عباد بن زياد بن أبي سفيان، وإنما هو عباد بن زياد عن عروة و حمزة ابن المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم). (3)

وقال الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك: (خالفه صالح بن كيسان، و معمر، و ابن جريج، و يونس، و عمرو بن الحارث، وعقيل بن خالد، و عبدالرحمن بن مسافر وغيرهم، فرووه عن الزهري، عن عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه. فزادوا على مالك في الإسناد: عروة بن المغيرة.

وبعضهم قال: عن ابن شهاب، عن عباد، عن عروة و حمزة ابني المغيرة عن أبيهما.

قال ذلك: عقيل، وعبدالرحمن بن خالد، ويونس، من رواية الليث عنه.

ولم ينسب أحدٌ منهم عبادا إلى المغيرة، وهو: عبادُ بن زياد بن أبي سفيان، قال ذلك مصعب الزبيري، وقاله علي بن المديني، ويحيى بن معين و غيرهم، و وهم مالك في إسناده في موضعين:

أحدهما قوله: عباد بن زياد من ولد المغيرة والآخر إسقاطه من الاسناد عروة و حمزة ابني المغيرة). (4)

وقال في العلل: (وهم فيه مالك وهو مما يُعتد به عليه، ورواه إسحاق بن راهويه عن روح بن عبادة، عن مالك، عن الزهري، عن عباد بن زياد، عن رجل من ولد المغيرة، فإن كان روح حفظه عن مالك هكذا فقد أتى بالصواب عن الزهري، ورواه أسامة بن زيد الليثي، وبرد بن سنان، وابن سمعان، عن الزهري، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه، لم يذكروا في الإسناد عبادا، و الصحيح قول من يذكرُ عبادا). (5)

قال ابن عبدالبر: (هكذا قال مالك في هذا الحديث: (عن عباد بن زياد وهو من ولد المغيرة بن شعبة) لم يختلف رواة الموطأ عنه في ذلك وهو وهم وغلط منه، ولم يتابعه أحد من رواة ابن شهاب ولا غيرهم وليس هو من ولد المغيرة بن شعبة عند جميعهم ... ) (6)

و قال أيضا: (وإسناد هذا الحديث من رواية مالك في الموطأ وغيره إسناد ليس بالقائم). (7)

=-=-=-=-=-=-=

وهناك خطأ رابع وهو:

قول (يحيى بن يحيى الليثي) في إسناد الحديث: عن أبيه المغيرة بن شعبة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير