تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن الأحلام التي أَوَّلَها الشيخ محمد أن رجلاً من أهل الرياض يسمى عبد العزيز الشّدّي رأى في المنام أن أصابع يديه قد قطعت فقصّها على الشيخ محمد فقال: سيؤخذ منك عشرة أريل ثم لا ترد إليك، فعند ذلك أخذ صاحب الرؤيا في الاحتياط والحذر طمعًا منه أن لا يقع شيء مما أخبره به الشيخ محمد من تأويل الرؤيا ولكن الحذر لا ينفع من القدر، فبعد مدة يسيرة جاء رجل إلى الشدّي فقال له إن القِرَب – يعني أوعية الماء غالية جدًا في الأحساء فأعطاه الشدّي عشرة أريل ليشتري بها قربًا ويبيعها في الأحساء طمعًا منه في الربح الكثير فاشترى الرجل القِرَب وسافر بها معه إلى الأحساء فقطع الطريق على القافلة وأخذت القِرَب مع ما كان مع القافلة. ثم إن بعض الرؤساء أمسك قطاع الطريق وألزمهم برد ما أخذوه من القافلة فردوا كل شيء أخذوه منهم إلا القرب فإنها فُقِدَتْ، وبهذا وقع تصديق رؤيا الشدّي وعلم من ذلك صحة تأويل الشيخ محمد للرؤيا.

ومن الأحلام التي أَوَّلَها الشيخ محمد أن امرأة رأت في منامها أن على سور بلدة الرياض ستائر قالت: فنظرت من خلال الستائر إلى خارج البلد فإذا هناك كلاب كثيرة مختلفة الألوان، فيها الأبيض والأسود والأحمر والأصفر والأزرق، وقيل: إن الذي رأى هذه الرؤيا رجل وأنه رأى خارج البلد جرادًا كثيرًا مختلفًا ألوانه فسئل الشيخ محمد عن تأويل هذه الرؤيا فقال: إن صدقت هذه الرؤيا فإن بلدة الرياض ستكون موضعًا يفد إليه الناس من أقطار الأرض على اختلاف أجناسهم وألوانهم ودياناتهم، وأما وضع الستائر على السور فتأويله أن أهل البلدة سيكونون في ستر ما دامت الستائر على سور البلد.

قلت: وقد وقع تصديق هذه الرؤيا في آخر عهد الملك عبد العزيز وما بعده إلى زماننا حيث كثرت وفادة الناس من جميع أرجاء الأرض إلى الرياض وغير الرياض من مدن المملكة العربية السعودية على اختلاف أجناسهم وألوانهم ودياناتهم، وما أكثر أشباه الكلاب من الوافدين إلى المملكة السعودية، بل إن كثيرًا منهم شر من الكلاب والله المستعان"انتهى وهو منقول وليس لي فيه حرف،رحم الله الشيخ حمود.

ــــــــــــــــ

(1) قال الشيخ حمود التويجري:"إنما سمي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بالمصري لأنه قد ولد بمصر ونشأ بها وقضى فيها زمانًا من عمره وبعد وفاة والده الشيخ عبد الرحمن انتقل إلى الرياض، وكانت لهجته في الكلام حين قدم إلى الرياض مثل لهجة المصريين فسمي بالمصري لهذا السبب، وكان جده الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى قد نقله المصريون إلى مصر حين استولوا على الدرعية في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف من الهجرة، ونقلوا معه ابنه الشيخ عبد الرحمن والد الشيخ محمد المسمى بالمصري، وهو إذ ذاك مراهق، وقد توفي الشيخ عبد الله بمصر في سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، وتوفي ابنه الشيخ عبد الرحمن بمصر أيضًا في سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، وكان من العلماء الأجلاء، وقد ذكره الشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر في كتابه المسمى "عنوان المجد، في تاريخ نجد" فقال: وأما عبد الرحمن فإنه جلا مع أبيه إلى مصر في أول طلبه العلم وهو قريب البلوغ قبل أن يتم له الطلب، وذكر لنا أنه اليوم في رواق الحنابلة يُدَرَّس في الجامع الأزهر وأن له معرفة ودراية عظيمة. انتهى. وقال عثمان بن سند الوائلي في تاريخه "مطالع السعود" صفحة 106 ما نصه: واعلم أنه بقي للوهابية بقية بمصر ظلوا فيها برغبتهم لأنهم صار لهم فيها أولاد وأملاك بمصر مثل الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب النجدي وله أولاد منهم أحمد أزجي وعبد الله كاتب في القلعة، ثم قال: وأما الشيخ عبد الرحمن المذكور فقد أدركته في الجامع الأزهر يُدَرَّس مذهب الحنابلة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف برواق الحنابلة، وتوفي سنة أربع وسبعين ومائتين وألف وكان عالمًا فقيهًا ذا سمعة حسنة يظهر عليه التقى والصلاح. انتهى. وأما الشيخ محمد بن عبد الرحمن المسمى بالمصري فقد ذكر بعض أحفاده أنه ولد بمصر سنة 1254هـ وبعد وفاة والده الشيخ عبد الرحمن انتقل إلى الرياض وذلك في آخر زمان الإمام فيصل بن تركي رحمه الله، وقد توفي في مدينة الرياض سنة 1344 هـ وقد بلغ من العمر تسعين سنة رحمه الله تعالى.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير