[القاء الشعر في المراحيض بدعة]
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[07 - 05 - 08, 03:06 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله،.
وبعد: فعنوان الموضوع هذاانتقيته من كتاب "أحكام الشعرفي الفقه الإسلامي " الذي يهتم بأحكام الشَّعَر، وإن الشعر زينة،وجمال للإنسان، وهو نعمة من نعم الله على عباده، وللشعر أحكام ينبغي للمكلف معرفتها، وإذسأذكر أمراً أراه يدخل في كرامة الإنسان التى منحها الله له ورغبه في أن يهتم بشؤون نفسه، فعن عَائِشَةَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ "عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وإعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكِ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأظْفَارِ، وَعَمَلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتَقَاصُ الْمَاءِ، قال مُصْعَبْ- أحَدٌ مِّنَ الرُّوَاةِ: وَنَسِيْتُ الْعَاشِرَةَ، إلَّا أنْ تَكُوْنَ الْمَضْمَضَةُ. رواه مسلم (384).
ولأهمية الأمر فإن الفقهاء تحدثوا عن الشعر المحلوق ماذا يفعل به؟ هل يرمى به مع القمامات؟ هل يلقى في المراحيض؟ فنقول: إن الإنسان المسلم له حرمة،فما انفصل عنه يحمل الحكم نفسه والعلماء يقررون أن من بُترت ساقه فإنها تدفن، وكذلك شعره وأظفاره تدفن لأجل المحافظة على هذا التكريم وقد استدل على ذلك بهذه الآية " أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا "المرسلات.
قال الإمام النووي "يستحب دفن ما أخذ من هذه الشعور والأظفار ومواراته في الأرض نقل ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما، واتفق عليه أصحابنا "المجموع1/ 289.
قال الحنفية "ينبغي أن يدفنه، فإن رمى به فلابأس"حاشية ابن عابدين5/ 261.
قال الشيخ ابن قدامة المقدسي " ويستحب دفن ما قلم من أظفاره،أو ما أزال من شعره، قال مهنا – أحد أصحاب أحمد بن حنبل-" سألت أحمد عن الرجل يأخذ من شعره وأظفاره: أيدفنه أم يلقيه؟ قال: يدفنه، قلت: بلغك فيه شيء؟ قال: كان ابن عمر يدفنه، "المغني 1/ 102ـ 134.
وفي كشف القناع" دفن الشعر والظفر مستحب في حق الحي، ففي حق الميت أولى"2/ 96.
ونقل ابن أبي زيد عن مالك قوله"دفن الشعر والأضفار بدعة، وكان من شعررسول الله صلى الله عليه وسلم في قلنسوة خالد بن الوليد ... ،وإلقاؤه في المراحيض بدعة، بل يطرح على وجه الأرض"الذخيرة13/ 281.
ويتبين مما سبق أن المسلم كل جزء فيه يحمل معنى الكرامة،ويحمل معنى الحرمة.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: (ما أطيبك وأطيب ريحك ما أعظمك وأعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ماله ودمه وأن نظن به إلا خيراً) رواه ابن ماجة وصححه العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/ 630.
ونظر ابن عمر رضي الله عنه يوماً إلى البيت أو إلى الكعبة فقال "ما أعظمك وأعظم حرمتك والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك"رواه الترمذي.
والله الموفق.
[email protected]
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[07 - 05 - 08, 10:54 م]ـ
جزاكَ الله خيرا على هذه المعلومات، أفدتنا يا أخي أفادك الله
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[08 - 05 - 08, 12:25 ص]ـ
وإياك أخي الكريم
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الحبيب هذه مدارسة.
الاستحباب حكم شرعي تكليفي ولم يثبت عن المبلغ واجتهادات صحابي غير الخلفاء، أو الفقهاء لا ترقى إلى ذلك.
والتفضيل والأفضل والأحسن أيضا لا تصل للاستحباب.
فضلا عن أن يوصف الفعل المخالف للفعل بالبدعة.
ونحن نتكلم عن حكم شرعي، والأصل في الباب ما هو. وهل البدعة كذلك.
ووصف الامام مالك رحمه الله للفعل بالبدعة فهو مصطلح غير ما في ذهننا من تعريف للبدعة.
ولو أخذنا به فحتى الدفن بدعة لقوله:
"دفن الشعر والأضفار بدعة ..... "
و لا يصح قياس ذلك على العضوء المقطوع.
وهل المراحيض التي تحدثت عنها وجاء الحكم عندها أو بها هي المراحيض والدورات والحممات الموجودة اليوم
.......... الخ
وقد سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله عن المسألة فقال:
60) ... وسُئل فضيلته: عن حكم دفن الشعر والأظافر بعد قصها؟
... فأجاب قائلاً: ذكر أهل العلم أن دفن الشعر والأظافر أحسن وأولى، وقد أثر ذلك عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، وأما كون بقائه في العراء أو إلقائه في مكان يوجب إثماً فليس كذلك.
61) ... وسُئل: عن قص الأظافر في الحمام وإرسالها مع القاذورات؟
... فأجاب - حفظه الله تعالى - بقوله: الأولى ألا يفعل ذلك تكريماً لها، ولكن لو فعل فلا إثم عليه.
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 11/ 89
والله أعلم.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[08 - 05 - 08, 02:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم إننا لم نؤيد هذا ولاذاك وإنما أوردنا أقوال العلماء رحمهم الله تعالى في المسألة، ثم إنه على حسب علمي لم يرد في الموضوع نص ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم إن صح نسبة هذا الكلام للإمام مالك فإنه اعتبر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فعل الصحابي الذي هو خالد بن الوليد1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - سنة ومخالفته بدعة.
ففعل الصحابى عند العلماء هو من قبيل السنة
مالم يخالف فعل النبي صلى الله عليه وسلم
ومالم يعرف له من يخالفه من الصحابة
¥