تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل أقطع الصلاة من أجل نداء أحد الوالدين؟]

ـ[أبو ظفير]ــــــــ[08 - 05 - 08, 02:55 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

سئل سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله:

هل إذا نادى علي أحد والدي وأنا في صلاة النافلة هل أقطعها؟ مع العلم بأنه يعلم أني أصلي؟

إذا كان الوالد أو الوالدة لا يتأثر بذلك، يعني إذا صبرت حتى تكملي فلا حاجة إلى القطع، أما إذا كانت الحاجة ضرورية، ويخشى من التأخير فوات المطلوب فاقطعي النافلة، وفي قصة جريج عبرة، فإن جريج كان عابد من بني إسرائيل، فجاءته أمه ذات يوم وهو يصلي فقالت: يا جريج، فقال: يا رب أمي و صلاتي. ثم استمر في صلاته ولم يقطعها، فذهبت أمه ثم جاءته في يوم آخر وهو يصلي قالت: يا جريج، فقال: يا ربي أمي وصلاتي. ثم استمر في صلاته ولم يقطعها، وذهبت أمه، ثم جاءته اليوم الثالث فقالت: يا جريج، فقال: ياربي أمي وصلاتي، ثم مضى في صلاته ولم يقطعها وذهبت، وقالت عند ذلك: اللهم لا تمته حتى ينظر في وجوه المومسات. يعني الزانيات، فأجيبت دعوتها. والنبي أقرها ولم يستنكر هذا عليه الصلاة والسلام، ولم يقل إنها أخطأت، ولم يقل إنها، بل أقرها، فدل ذلك على أن المشروع له قطعها، لأنه النافلة تقطع عند الحاجة بر الوالدة واجب، فإذا دعت الحاجة إلى قطعها قطعها وأجاب الوالدة أو الوالد ثم رجع إلى صلاته من أولها، فالنافلة أمرها أوسع والحمد لله، فإن هذه أم جريج أجيبت دعوتها، فابتلي جريج، وتسلط عليه جماعة من سفهاء بني إسرائيل، وقالوا لامرأة بغي أن تذهب إليه لتفتنه فذهبت إليه وعرضت عليه نفسها للزنا، فعصمه الله منها، ولم يلتفت إليها، فذهبت إلى راعٍ فمكنته من نفسها فحملت، فلما ولدت سألوها قالوا: من أين هذا الولد؟ قالت: من جريج، كذبت عليه، وقذفته بالزنا، فجاءوه وهدموا صومعته التي كان يتعبد فيها، وضربوه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: إنك زنيت بهذه، فقال: هاتوا الصبي، فأتوا بالصبي قال: أمهلوني، فصلى ركعتين، ودعا ربه أن الله ..... براءته، فجاء إلى الصبي فطعن في بطنه، وقال: من أبوك يا غلام؟ فقال: أبوي فلان الراعي، فأنطقه وهو في المهد، وهو أحد الثلاثة الذين نطقوا في المهد؛ كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام-، فبرأه الله ساحته، واعتذروا إليه، وقالوا نعيد لك صومعتك من ذهب، فقال: لا بل أعيدوها لي من تراب، من طين كما كانت أولاً.

فالمقصود أنه وقع في هذه المصيبة بسبب أنه استمر في عدم الاستجابة لأمه، فدل ذلك أن المشروع أن يستجيب لها في مثل هذا، وأن لا يستمر؛ لأنها قد تكون حاجتها ما ينبغي تأخيرها، فإذا وقع منه هذا اليوم فدعا رجل ولده أو امرأة ولدها وهو في النافلة فإنه إذا كان يخشى أن يغضب عليه أو الحاجة مستعجلة فإنه يقطع، أما إذا كان يعرف أنهما لا يغضبان ولا يتأثران فإنه يتمها ثم يلبي حاجتهما.

المرجع:

http://www.binbaz.org.sa/mat/15648

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير