تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

على المعنى وينبه على اللفظ، والله أعلم.

ـ[الطارق بخير]ــــــــ[03 - 02 - 03, 10:13 م]ـ

أجزل الله لك المثوبة أخي الحارث الهمام، دائما كتاباتك في العقيدة مفيدة.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[05 - 02 - 03, 04:01 ص]ـ

هل تعنى "يد" الجارحة أم غيرها ....

قبل الاجابة عن هذا السؤال .. يجدر بنا ان نضع مقدمة:

هل المقصود باللغة اللغة المستعملة بين الناس الموجودة فى الخارج .. ام اللغة المجردة التى لا توجد الا فى الاذهان.

الخلط بين هذين المستويين اوقع كثيرا من الناس فى الاضطراب والتعسف ... واصبح الامر خطيرا جدا عندما حاول بعض المتكلمين فهم الكلمات الدالة على الاسماء والصفات الالهية .. على اساس عدم التمييز بين اللغة الفعلية واللغة المجردة ... ولتوضيح الفرق نقرر ما يلي:

هل نتصور أحدا من المتكلمين يتلفظ بكلمة"يد"فعلبا مجردة من كل سياق أو مناسبة أي غير مسبوقة بكلمات أخرى ولا متبوعة بكلمات اخرى ومن غير ان يكون هناك معهود بين المتكلمين أو احالة مرجعية معينة ... هذا التقدير لا يمكن ان يوجد فى الواقع ... لأن المعهود فى كلام الناس انهم يبنون كلاما على كلام ... ويبنون كلاما على مقام .. وكل كلمة لا يعقل معناها الا إذا حملت على سياقها ومناسبتها .. ويمكن تشبيه الكلمة بالإسفنجة الفارغة التى تمتلىء تدريجيا بمرورها على الاشياء المبتلة ... الا ترى مثلا ان كلمة "رأس"فى سياق-أى فى جملة-"رأس الانسان"تعنى: الطرفية والاستدارة (شكل الراس) والصلابة (صلابة الجمجمة) والاحتواء (تحتوى على المخ) والتجوف الخ الخ .... ولكن انظر الى كلمة "رأس "فى سياق-أى فى جملة-"رأس الخيط"اين هو معنى الصلابة والتجويف .. والاحتواء .. لقد اختفت ولم يبق من المعانى السابقة الا معنى الطرفية ... فلما جردنا كلمة "رأس " عن كلمة "انسان" جردناها فى الوقت نفسه عن كل معانى الصلابة والاحتواء .. ولما اضفناها الى كلمة "خيط"اكتسبت معاني جديدة مثل الرخاوة .. والابتدائية. والاتصالية الخ الخ ... ولو اضفناها الى "جبل" مثلا لاصبح من معانيها الارتفاعية .. والعمودية ولو اضفناها الى نهر لاصبح من معانيها الحركية والافقية والامتدادية والسيولةالخ الخ ..

اما اصحاب علم الكلام المذموم فإنهم تحت تأثير النزعة المنطقية حاولوا ان يتصوروا كلمة ذات معنى مطلق غير مقيد لا بمتكلم ولا ظرف ولا سياق .. ففى مثالنا السابق حاولوا ان يجدوا معنى لكلمة "راس "دون اضافتها الى غيرها .. وهذا محال .. وحتى لو استطاعوا لحصلوا فقط على معنى ذهنى .. لا يمكن ان ينطبق على شىء خارجي .. -رحم الله شيخ الاسلام ما كان ابصره بعيوب المنطق -

ولنعد الان الى سؤالنا الاول: هل تعنى "اليد" الجارحة؟

فنقول وبالله التوفيق: "يد" مجردة من كل تعيين لا توجد الافى الذهن ... او هي لغو كما كان يقول ابن القيم - رحمه الله- و"يد " فى كلام الناس تعنى معانى كثيرة ومختلفة بحسب سياقها:

"يد الطفل"=راحة بخمسة اصابع مع اظافروعصب ولحم وبصمات الخ الخ ...

"يد الابريق"=انحناء من زجاج او من المنيوم (حسب نوع الابريق) ملتصق بجانب الابريق ويسمح بحمل الابريق (قارن بين يد الطفل التي هي آخذة ويد الابريق التى هى مأخوذة)

"يد الموت" امر معنوى مضاف الى امر معنوى ويفيد القوة أو التحكم بحسب مراد المتكلم المستعمل لهذا التعبير

"يد الله"يد مضافة الى الله .... تليق بالله .... فالطفل المكون من لحم وعظم تليق به يد من لحم وعظم ... والابريق الزجاجى يليق به يد من زجاج

والموت المعنوى تليق به يد معنوية ... والله -سبحانه وتعالى-لا ندرى كيفيته ولذلك لا ندري كيفية اليد المنسوبة له ... ولكنه قطعا له يد الهية تناسبه

ولم نقل ذلك من عندنا ولكن الله تعالى قال "بل يداه مبسوطتان" .. اما القول بانهما جارحتان او من لحم او لهما اظافر .. فهذا تزوير وتحريف لانك فهمت الجملة السابقة وكانها تتحدث عنك .. وتناسيت انها تتحدث عن الله سبحانه ... واذا زعمت انك لا تفهم اليد الا وهي من لحم ودم .. فنقول لك انك لا تفهم اللغة الانسانية ... فقد اثبتنا لك ان الكلمة تاخذ معناها من سياقها فقط ... وانت خلطت بين المطلق والمقيد ... فاطلقت "يد" ولم تفهمها الا وهى مقيدة بانسان ...

ولهذه المسالة ارتباط بقضية المجاز ... وسنعمل بحول الله على توضيحها .. ان رغب الاخوان فى ذلك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير