[البربر باقون على الإسلام رغم إجراس الناقوس! ج1 لفضيلة العلامة الشيخ عبد الله حشروف]
ـ[ابو البراء]ــــــــ[10 - 05 - 08, 11:20 م]ـ
البربر باقون على الإسلام رغم إجراس الناقوس! ج1
لفضيلة العلامة الشيخ ابي طارق البويحياوي
عبد الله حشروف
حفظه الله
إن الوجه الأصيل لمنطقة الزواوة يمتد عبر التاريخ إلى الزعيم البربري (صولات بن وزمار) زعيم قبيلة (مغراوة) الذي وفد على عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث رضي الله عنه فأسلم على يديه، فعقد له على قومه، فعاد إلى بلده فأخذ في نشر الإسلام بين ربوع البربر الذين دخلوا في دين الله أفواجا، ثم تتابع توافد العرب الفاتحين أمثال عقبة بن نافع وأبي المهاجر دينار وغيرهما من الصحابة والتابعين، ولم يجدوا صعوبة في دحر الوثني الروماني من الشمال الأفريقي.
بكثير ما كان الرومان يسومونهم سوء العذاب من إذلال ومصادرة الممتلكات وإرهاق في الضرائب مما تسبب في ثورات متعددة ضد الرومانيين امتدت عبر أكثر من ستة قرون.
وانتشر الإسلام بين ربوع البربر في الشمال الأفريقي بسرعة ودخلوا فيه عن طواعية واختيار لما لمسوا فيه من دعوة إلى أخلاق فاضلة، وسماحة في المعاملة وأخوة شاملة، وبساطة في المعاشرة، وعدالة بين جميع المواطنين، ومساواة في الحقوق والواجبات بين الوافدين والقاطنين.
وقد تبين للبربر بالممارسة والمعاناة والمقارنة أن العرب لم يأتوا لاستغلالهم ولا لاستعبادهم، ولا للاستيلاء على أراضيهم، ولا لنهب ممتلكاتهم، ولا لإرغامهم على الدخول في الإسلام، وإنما أتوا ليزيحوا عن كاهلهم كابوس الكفر الوثني الروماني ثم عليهم أن يختاروا طائعين بين الدخول في الإسلام وبين ما هم عليه من وثنية كافرة أو مسيحية محرفة ولا يدين بها إلا قليلون، تطبيقا لقوله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" (البقرة 256) فاختاروا الإسلام لاستجابته مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولوضوح تكاليفه التي تتفق مع العقل والوجدان، ولخلوه مع طلاسم الكهنوت، ووثنية الصليب، وتعقيد الثالوث، وبين عشية وضحاها أصبح الشمال الأفريقي ترفرف عليه راية الإسلام، وصار دعامة ومركز انطلاق للجهاد والدعوة إلى الإسلام نحو أوربا.
ولم يمض زمن غير يسير أن برز من البربر أنفسهم زعماء يحملون راية الجهاد مع العرب أمثال طارق بن زياد الذي قاد جيشا ثلثاه بربر، فعبر به الجبل الذي طبع عليه اسمه ولا يزال (جبل طارق) ففتح الجزيرة الإبيرية، وكان هذا الفتح نواة لدولة أندلسية عربية لإسلامية لثماني قرون.
وعاش البربر والعرب في ظل الإسلام عبر قرون وإلى اليوم وإلى ما شاء الله وانصهروا في بوتقة واحدة بالمصاهرة والمجاورة والعبادة والدفاع عن بيضة الإسلام يدا واحدة ولغة واحدة وقبلة واحدة، وعدوا واحدا، وسموا أبناءهم بأسماء العروبة والإسلام ولا يزال، وأصبح الطريق ممهدا للسفر إلى المشرق العربي تعليما وحجا وإقامة وعودة ولا يزال، فكان علماء، وكان أدباء، وكان شعراء، وكان فقهاء ومفسرون ومؤرخون وفلاسفة، وصار ما يربط بينهم هو اللغة العربية والدين الإسلامي والأوطان العربية والتاريخ. إلى أن حل البلاء بالشمال الأفريقي بعد أكثر من عشرة قرون من التلاحم بين أبنائه، وهجم طاعون الكفر الوثني الفرنسي على الجزائر خصوصا فمديده النجسة وبقوة سلاح الخيانة إلى الأراضي الخصبة فملكها المعمرين وإلى أملاك الأوقاف فصادرها، وإلى المساجد فهدمها أو كنسها، وإلى مدارس اللغة العربية والقرآنية فقضى عليها، وإلى وحدة الشعب المغربي تحت راية العروبة والإسلام فشتتها وبث فيها روح العصبية والعنصرية، وإلى مجتمع العفة والفضيلة فنشر فيه العهارة وبيوت الدعارة بجلب العراهرس بلد داعر، وإلى المعاهدة التي أبرمت بينه وبين أهل الحل والعقد باحترام الممتلكات والأوقاف والدين والحريات فنقضها ودنسها وغدر بها ... ألا ما أخبثه! وما أدعره! وما أفحشه! وما أغدره!.
وأفضع من هذا وأبشع والشهادة من التاريخ أن جنرالا مجرما متوحشا قذرا دعا إلى بيع بالمزاد العلني في أحد شوارع العاصمة، فعرض خلاخل بسيقانها وأقراطا بآذانها، وسلاسل برقابها، وأسورة وخواتم بمعاصمها وأصابعها. وقطعوا رءوس الشهداء من أجسادهم ونصبوها هدفا للتسلية والرماية. (أنظر الصورة)
¥