تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فائدة للألباني.]

ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:45 م]ـ

قال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/ 275) بعد أن صحح حديث " كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء ": (قال المناوي في " فيض القدير ": " و أراد بالتشهد هنا الشهادتين، من إطلاق الجزء على الكل، كما في التحيات.

قال القاضي: أصل التشهد الإتيان بكلمة الشهادة، و سمي التشهد تشهدا لتضمنه إياهما، ثم اتسع فيه، فاستعمل في الثناء على الله تعالى و الحمد له ".

قلت: و أنا أظن أن المراد بالتشهد في هذا الحديث إنما هو خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه: " إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ".

و دليلي على ذلك حديث جابر بلفظ: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم فيخطب فيحمد الله و يثني عليه بما هو أهله و يقول: من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، إن خير الحديث كتاب الله .... " الحديث.

و في رواية عنه بلفظ:

" كان يقول في خطبته بعد التشهد: إن أحسن الحديث كتاب الله .. " الحديث رواه أحمد و غيره.

فقد أشار في هذا اللفظ إلى أن ما في اللفظ الأول قبيل " إن خير الحديث ... " هو التشهد، و هو و إن لم يذكر فيه صراحة فقد أشار إليه بقوله فيه: " فيحمد الله و يثني عليه " و قد تبين في أحاديث أخرى في خطبة الحاجة أن الثناء عليه تعالى كان يتضمن الشهادتين، و لذلك قلنا: إن التشهد في هذا الحديث إشارة إلى التشهد المذكور في خطبة الحاجة، فهو يتفق مع اللفظ الثاني في حديث جابر في الإشارة إلى ذلك. و قد تكلمت عليه في " خطبة الحاجة " (ص 32 طبع المكتب الإسلامي)، فليراجعه من شاء.

و قوله: " كاليد الجذماء " أي المقطوعة، و الجذم سرعة القطع، يعني أن كل خطبة لم يؤت فيها بالحمد و الثناء على الله فهي كاليد المقطوعة التي لا فائدة بها " مناوي.

قلت: و لعل هذا هو السبب أو على الأقل من أسباب عدم حصول الفائدة من كثير من الدروس و المحاضرات التي تلقى على الطلاب أنها لا تفتتح بالتشهد المذكور، مع حرص النبي صلى الله عليه وسلم البالغ على تعليمه أصحابه إياه، كما شرحته في الرسالة المشار إليها. فلعل هذا الحديث يذكر الخطباء بتدارك ما فاتهم من إهمالهم لهذه السنة التي طالما نبهنا عليها في مقدمة هذه السلسلة و غيرها). اهـ كلامه

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير