الله بما بعثني ونفع به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به» ([25]).
والذي يؤكد أن المقصود بالماء التمثيل بالهدى .. هو التعقيب على ظاهرة نزول الماء بقوله عز وجل: {لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} لأن قبول الهدى يكون بالسمع ([26]).
ولكن الارتباط بين الشريعة والماء لا يقف عند هذا الحد، بل يمتد ليفسر دلالة حوض الكوثر على نهر الكوثر الواصل من الجنة؛ ليتبين لنا اختصاص حوض الكوثر بالالتزام بالشريعة؛ حيث منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم -الذي بلغ منه الوحي والشريعة- سيكون فوق حوض الكوثر؛ لتتوافق الشريعة المُبلَّغة من فوق المنبر مع حوض الكوثر.
ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي» ([27]).
حيث يوضع منبر الرسول على حوضه في الجنة يوم القيامة، ليصعده ويدعو المسلمين المتبعين له ليشربوا ويرتووا من ماء الحوض، كما كان يدعوهم إلى دين الله في الدنيا.
ومن هنا لن يشرب من هذا الحوض من كان أحدث في أمر الشريعة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني على الحوض، أنتظر من يرد علي منكم، والله ليقتطعن دوني رجال، فلأقولن: أي رب، مني ومن أمتي! فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم» ([28]).
ـــــــــــــــ
([1]) التفسير اللغوي للكلمات الواردة في هذا البحث مأخوذة من «لسان العرب» لابن منظور وتاج العروس للزبيدي، مادة «شرع»؛.
(2) لسان العرب (8/ 175)
(3) لسان العرب (2/ 313 (.
([3]) لسان العرب (8/ 175)
([4]) صحيح مسلم (3548).
([5]) لسان العرب - (ج 8 / ص 175)
([6]) لسان العرب (8/ 175)
([7]) صحيح مسلم (5328).
([8]) صحيح مسلم (362).
([9]) لسان العرب (ج 8 / ص 175)
([10]) لسان العرب (8/ 175)
([11]) تاج العروس - (ج 1 / ص 5335)
([12]) تاج العروس - (ج 1 / ص 5335)
([13]) سنن أبي داود (201).
([14]) تاج العروس - (ج 1 / ص 5337)
([15]) تفسير القرطبي (17/ 128).
([16]) تفسير القرطبي (17/ 128)
([17]) لسان العرب - (8/ 175)
([18]) لسان العرب (8/ 175)
([19]) لسان العرب (8/ 175)
([20]) تفسير القرطبي (3/ 336).
([21]) تفسير الرازي (1/ 174)، لمعة الاعتقاد (1/ 6)، الإبانة الكبرى لابن بطة (1/ 211).
([22]) لسان العرب (8/ 175)
([23]) صحيح البخاري (6289).
([24]) لسان العرب (8/ 175)
[25] البخاري في العلم باب فضل من علم وعلم رقم 2282 في الفضائل من حديث أبي موسى الأشعري
([26]) يراجع الارتباط بين السمع والهدى في القرآن.
([27]) مسلم (1391 (.
([28]) مسلم (4246).
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[12 - 05 - 08, 08:57 م]ـ
راااااااااااااائع
ما شاء الله ولا قوة إلا بالله
ـ[خالد المراكشي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب على هذا الموضوع الجميل و المفيد
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 05:43 م]ـ
ما شاء الله ..
فوائد غاية في النفاسة في العلاقة بين الشرع والماء ..
وما بينهما من الارتباط في اللغة وفي القرآن وفي كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم ..
وقريب منه ما ذكره الشيخ رفاعي في كتابه الماتع (علامات الساعة) عند حديث:
من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء.
والحديث في الصحيحين عن سعد.
وما ورد عند مسلم عندما يلتقي عيسى عليه السلام والدجال:
.. فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ..
فإن الماء في الأحاديث ضد الشر وكيد أعداء الله ..
كذلك في علامات الساعة تجد الجفاف موازيًا للشقاء ..
كجفاف نخل بيسان، وجفاف بحرية طبرية ..
وحديث ما قبل الدجال ثلاث سنوات شداد، وفيه أن السماء تحبس مطرها والأرض تحبس نباتها ..
فهذا التناسب في النصوص بين الخير (من وحي وشرع ونصر وتمكين وغيرهم) والماء ..
ومقابله بين الشر (في علامات الساعة والدجال وغيرهما) والجفاف ..
له معنى ومغزى ..
والله أعلم.
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:03 ص]ـ
راااااااااااااائع
ما شاء الله ولا قوة إلا بالله
جزاك الله خيرا،شكر الله لك.
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب على هذا الموضوع الجميل و المفيد
بارك الله فيك أخي الحبيب نفعنا الله وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:11 ص]ـ
ما شاء الله ..
فوائد غاية في النفاسة في العلاقة بين الشرع والماء ..
وما بينهما من الارتباط في اللغة وفي القرآن وفي كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم ..
وقريب منه ما ذكره الشيخ رفاعي في كتابه الماتع (علامات الساعة) عند حديث:
من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء.
والحديث في الصحيحين عن سعد.
وما ورد عند مسلم عندما يلتقي عيسى عليه السلام والدجال:
.. فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ..
فإن الماء في الأحاديث ضد الشر وكيد أعداء الله ..
كذلك في علامات الساعة تجد الجفاف موازيًا للشقاء ..
كجفاف نخل بيسان، وجفاف بحرية طبرية ..
وحديث ما قبل الدجال ثلاث سنوات شداد، وفيه أن السماء تحبس مطرها والأرض تحبس نباتها ..
فهذا التناسب في النصوص بين الخير (من وحي وشرع ونصر وتمكين وغيرهم) والماء ..
ومقابله بين الشر (في علامات الساعة والدجال وغيرهما) والجفاف ..
له معنى ومغزى ..
والله أعلم.
دكتور هشام عزمي
أسعدني مرورك الكريم،ونحن دائماً نسعد بوجودك وطرحك الجيد لمقاومة شبهات النصارى،فأنت على ثغر عظيم،ويكفى أن منتداكم الرائع قد أمتعنا باللقاء مع فضيلة الشيخ رفاعي سرور على منتداكم.
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5406