ولذلك نص أهل العلم على بطلان هذا الحديث وكونه موضوعاً:
1. قال الإمام يحيى بن معين كما في الضعفاء الكبير (2/ 38):
(داود الطفاوي الذي روى عنه المقري، حديث القرآن، ليس بشيء) ا. هـ
2. قال الإمام العقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 38) في ترجمة داود:
(حديثه باطل لا أصل له) ا. هـ ثم ساق هذا الحديث.
3. قال الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 412):
(هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والمتهم به داود، قال يحيى بن معين: داود الطفاوى الذي روى عنه حديث القرآن ليس بشئ. وقال العقيلى: حديث داود باطل لا أصل له، ثم فيه الكديمى، وكان وضاعا للحديث) ا. هـ الكديمي بريء منه لأنه توبع.
4. قال الحافظ الذهبي في تلخيص الموضوعات (ص 71):
(وذا موضوع فيهم الكديمي -متهم- عن يونس بن عبيد الله عن داود الكرماني وهو هالك) ا. هـ
5. قال العلامة الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (ص 305):
(فيه نكارة شديدة، وألفاظ يعرف من نظرها أنها موضوعة) ا. هـ
6. قال العلامة المعلمي في تحقيقه للفوائد المجموعة (ص 306):
(من طريق داود، عن صهر له سماه مرة مسلم بن شداد، ومرة مسلم بن مسلم، ومرة مسلم بن أبي مسلم، والخبر موضوع باتفاقهم، فمنهم من حمل على داود، ومنهم من حمل على شيخه المجهول) ا. هـ
7. قال العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (6821):
(موضوع) ا. هـ
**
.: الحديث الثاني:.
(من صلى منكم من الليل فليجهر بقراءته فإن الملائكة تصلي بصلاته، وتسمع لقراءته، وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء، وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته، ويستمعون قراءته، وإنه ليطرد بجهر قراءته عن داره، وعن الدور التي حوله فساق الجن، ومردة الشياطين، وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمة من نور يقتدي بها أهل السماء كما يقتدون بالكوكب الدري في لجج البحار، وفي الأرض القفر فإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة فينظر الملائكة من السماء فلا يرون ذلك النور فتنعاه الملائكة من سماء إلى سماء فتصلي الملائكة على روحه في الأرواح، ثم تستقبل الملائكة الحافظين اللذين كانا معه، ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم يبعث، وما من رجل تعلم كتاب الله، ثم صلى ساعة من الليل إلا أوصت به تلك الليلة الماضية الليلة المستقبلة أن تنبهه لساعته، وأن تكون عليه خفيفة، وإذا مات وكان أهله في جهازه يجيء القرآن في صورة حسنة جميلة واقفا عند رأسه حتى يدرج في أكفانه فيكون القرآن على صدره دون الكفن، فإذا وضع في قبره، وسوي عليه، وتفرق عنه أصحابه أتاه منكر، ونكير فيجلسانه في قبره يجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما فيقولان له: إليك حتى نسأله، فيقول: لا ورب الكعبة إنه لصاحبي، وخليلي ولست أخذله على حال فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما أمرتما، ودعاني مكاني فإني لست أفارقه حتى أدخله الجنة إن شاء الله، ثم ينظر القرآن إلى صاحبه، فيقول له: اسكن فإنك ستجدني من الجيران جار صدق ومن الأخلاء خليل صدق، ومن الأصحاب صاحب صدق، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا القرآن الذي كنت تجهر بي، وتخفيني، وكنت تحبني فأنا حبيبك فمن أحببته أحبه الله ليس عليك بعد مسألة منكر ونكير من غم، ولا هم، ولا حزن، فيسأله منكر، ونكير، ويصعدان، ويبقى هو والقرآن، فيقول: لأفرشنك فراشا لينا، ولأدثرنك دثارا حسنا جميلا جزاء لك بما أسهرت ليلك، وأنصبت نهارك، قال، فيصعد القرآن إلى السماء أسرع من الطرف فيسأل الله ذلك له فيعطيه الله ذلك، فينزل به ألف ألف من مقربي السماء السادسة فيجيئه القرآن، ويقول: هل استوحشت؟ ما زلت مذ فارقتك أن كلمت الله تبارك وتعالى حتى أخرجت لك منه فراشا، ودثارا، ومصباحا وقد جئتك به فقم حتى تفرشك الملائكة، قال: فتنهضه الملائكة إنهاضا لطيفا، ثم يفسح له في قبره مسيرة أربع مائة عام ثم يوضع له فراش بطانته من حرير أخضر حشوه المسك الأذخر، ويوضع له مرافق عند رجليه ورأسه من السندس، والإستبرق، ويسرج له سراجان من نور الجنة عند رأسه ورجليه يزهران إلى يوم القيامة، ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن مستقبل القبلة، ثم يؤتى بياسمين من ياسمين الجنة، ويصعد عنه، ويبقى هو والقرآن فيأخذ القرآن الياسمين فيضعه على
¥