أنفه غضا فيستنشقه حتى يبعث، ويرجع القرآن إلى أهله فيخبره بخبرهم كل يوم وليلة، ويتعاهده كما يتعاهد الوالد الشفيق ولده بالخبر فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقب السوء دعا لهم بالصلاح والإقبال أو كما ذكر)
رواه البزار في مسنده (7/ 97 - 99) من طريق بسطام بن خالد الحراني قال أخبرنا نصر بن عبد الله أبو الفتح عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فذكره.
قلت: هذا حديث غريب منقطع منكر جداً، فيه:
1. انقطاع: خالد بن معدان لم يسمع من معاذ بن جبل رضي الله عنه.
2. نصر بن عبد الله: مجهول لا يُعرف.
3. بسطام بن خالد الحراني: مجهول لا يُعرف.
ولذلك نص أهل العلم على انقطاع هذا الحديث ونكارته:
1. قال الإمام البزار في مسنده (7/ 99) بعد رواية الحديث:
(وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه ولم يسمع خالد بن معدان من معاذ وإنما ذكرناه لأنا لم نحفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا من هذا الوجه فلذلك ذكرناه) ا. هـ
2. قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 296):
(في إسناده من لا يعرف حاله وفي متنه غرابة كثيرة بل نكارة ظاهرة وقد تكلم فيه العقيلي وغيره ورواه ابن أبي الدنيا وغيره عن عبادة بن الصامت موقوفاً عليه ولعله أشبه) ا. هـ يُشير بأول كلامه إلى نصر وبسطام.
3. قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 280):
(حديث منكر منقطع) ا. هـ
4. قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 254):
(فيه من لم أجد من ترجمه) ا. هـ يُشير إلى نصر وبسطام.
5.قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار (2/ 21):
(فيه مع انقطاعه نصر بن عبد الله ما عرفته، وبقية رجاله ثقات) ا. هـ
6. قال الحافظ السيوطي في شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (ص 129):
(هذا حديث غريب في إسناده جهالة وانقطاع) ا. هـ
7. نقل العلامة الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (4/ 494) كلام الحافظ العراقي نقل إقرار من غير إنكار.
8. قال العلامة الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (ص 305):
(فيه نكارة شديدة، وألفاظ يعرف من نظرها أنها موضوعة) ا. هـ
9. قال العلامة المعلمي في تحقيقه للفوائد المجموعة (ص 306):
(خالد بريء منه، وكذا ثور، والبلاء ممن دونهما، فإن بسطاماً، ونصراً لا يعرفان، وإليهما أشار الهيثمي في مجمع الزوائد قال " فيه من لم أجد من ترجمه") ا. هـ
10. قال العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (14/ 733):
(ذكر له-لحديث عبادة-السيوطي في اللآلئ (1/ 241) شاهداً من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، ولكنه مما لا ينهض للشهادة في نقدي، لانقطاع وجهالة في إسناده، ولأنه كالمشهود له من حيث بطلان متنه) ا. هـ
فذكر حديث معاذ رضي الله عنه ونقل كلام البزار والمنذري والهيتمي، ثم قال (14/ 734):
(وأما قوله-أي الحافظ المنذري-في الموقوف: "لعله أشبه" مما لا وجه له، لأنه من اختصار بعض الرواة، وكذلك هو عند العقيلي، ولأنه من الأمور الغيبية التي لا تقال بالرأي، بل هو موضوع ظاهر الوضع، باطل المتن كما تقدم، وأوله مخالف لقوله تعالى: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً"، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعمر حينما مر به وهو يقرأ في الليلة جهراً، ولما سأله، قال: يا رسول الله! أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان! فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: "فاخفض من صوتك قليلاً" في قصة معروفة في السنن وغيرها، وصححها ابن خزيمة (1161)) ا. هـ
وقال في ضعيف الترغيب والترهيب (367): موضوع.
...
ثالثاً: (فتاوى مهمة):
1. قال فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله تعالى:
(الحمد للّه
الذي جاء في السنة النبوية الصحيحة من تمثل العمل الصالح، ومنه قيام العبد بالقرآن الكريم، بالرجل الحسن في القبر ما يلي:
1 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
¥