تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا 1

ـ[عيسى 33]ــــــــ[16 - 05 - 08, 06:47 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والبركة والتوفيق

سلسلة مشاركات:

{وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}. [الحشر/7]

إخواني وأخواتي الأعزاء؛

تعالوا معي نتعرف على شيء من تعاليم ديننا الحنيف، شيء ننتفع به في آخرتنا، يكون لنا عونا ودافعا لدخول الجنة، برحمة الله وفضله.

ودعونا نتعرف على هذه التعاليم عن طريق نبينا صلى الله عليه وسلم، فهو الطريق الأقوم، وليس هناك من طريق سواه.

وسوف تكون هذه المشاركات تحت هذا العنوان: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

وسنتعرف في كل مشاركة من هذه المشاركات على حكم من أحكام ديننا الحنيف، راجين من الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يشرح صدورنا للإسلام.

ولنكن صادقين مع أنفسنا، خالصي النية في اتباعنا لنبينا الكريم، مستبعدين للهوى ونوازع الفرقة والخلاف عن أنفسنا، وأن يكون توجهنا ووجهتنا شطر نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.

هذا وبالله التوفيق، ومنه العون والسداد.

وقبل البداية لابد لنا أن نرسي لأنفسنا بعض القواعد والأسس والأُطُر العامة، في اتباع نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهذه الأسس والقواعد ليست من عند أنفسنا، ولكنها نابعة من ديننا القويم، من كتاب ربنا الكريم، وسنة نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم.

وأول هذه الأسس والقواعد؛ {وتؤمنون بالكتاب كله}.

وهذا معناه أن نحتكم في كل ما نختلف فيه إلى كتاب ربنا العزيز، وأن نرد الأمر كله إليه، فإذا حكم لنا أو علينا، فقولنا هو قول المؤمنين المخلصين الطائعين: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا؛ {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.

وثانيها؛ وهو عنوان مشاركاتنا: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

وهو من أهم الأسس والأُطر العامة التي لابد للمسلم أن يلتزم بها في حياته الدنيا، حتى ييسر الله له أمر دينه ودنياه.

وثالثها؛ وهو أساس متين وأصل أصيل أرساه لنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم؛

فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

"خَطَبَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ الله عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ الله؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ، ثُمَّ قَالَ: ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ.".

أخرجه الحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم.

هل قرأتم معنا: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ" تأملوا وتدبروا هذا النور، وهذه الرحمة من الذي أرسله الله رحمة للعالمين، فلو أننا التزمنا بما في هذا النور من الخير والفضل لما كان بيننا خلاف ولا نزاع.

وإذا اختلفنا فسيكون الحكم له ـ أي لله عز وجل ـ وسنسلم بما جاءنا عن الله عز وجل؛ {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}. [النساء: 65].

وفيه أيضا: "َإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ" وهذا أصل كبير، يعتمد عليه المسلم في دينه، وفضل من الله ونعمة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير