(?) وفي رواية: "عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَانِ، الرَّجُلُ يُجْنِبُ وَلاَ يَجِدُ الْمَاءَ، أَيُصَلِّي؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي أَنَا وَأَنْتَ، فَأَجْنَبْتُ، فَتَمَعَّكْتُ بِالصَّعِيدِ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا، وَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَكَفَّيْهِ وَاحِدَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرَ عُمَرَ قَنَعَ بِذَلِكَ، قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُونَ بِهَذِهِ الآيَةِ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}؟، قَالَ: إِنَّا لَوْ رَخَّصْنَا لَهُمْ فِي هَذَا، كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا وَجَدَ الْمَاءَ الْبَارِدَ، تَمَسَّحَ بِالصَّعِيدِ.".
قَالَ الأَعْمَشُ: فَقُلْتُ لِشَقِيقٍ: فَمَا كَرِهَهُ إِلاَّ لِهَذَا.
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو عوانة، والشاشي، والدارقطني، والبيهقي.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ هُرْمُزَ، الأَعْرَجِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ أَقْبَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ الأَنْصَارِيِّ فَقَالَ أَبُو جُهَيْمٍ:
"أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَحْوِ بِئْرِ الْجَمَلِ وَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى الْجِدَارِ فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة، والدارقطني.
وبهذا نكون قد انتهينا من أبوا ب كتاب الطهارة، وقد حاولنا جهدنا، وهو جهد المقل، وجهد الضعيف، أن نجمع فيه ما صح عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، آملين التوفيق والسداد من رب العباد، فإن وفقنا فمن الله تعالى، وإن أخطأنا فمنا ومن الشيطان، وحسبنا نيتنا الخالصة لوجهه الكريم، فمنه العون والمدد.
ونرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
ونبدأ في المرة القادمة إن شاء الله بكتاب الصلاة.
* * *
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 04 - 09, 09:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة السابعة عشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأبدأ هنا في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
وأسأل الله العلي القدير أن تكون هذه المشاركات قد أفادت إخواننا القراء في هذا المنتدى الكريم وفي غيره من المنتديات، سائلاً المولى عز وجل، أن يعلمنا جميعًا ما جهلنا من أمور ديننا الحنيف.
ثانيا: كتاب الصلاة
بسم الله أبدأ؛
باب مكانة الصلاة
عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ؛ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَلاَ تَغْزُو فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
¥