تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نَعَمْ , إِنْ شِئْتَ , فَأَقَامَ الصَّلاَةَ , فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي الصُّفُوفِ، حَتَّى قَامَ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِالتَّصْفِيحِ , حَتَّى أَكْثَرُوا، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لاَ يَكَادُ يَلْتَفِتُ فِي الصَّلاَةِ، فَالْتَفَتَ، فَإِذَا هُوَ بِالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَاءَهُ , فَأَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ، فَأَمَرَهُ يُصَلِّي كَمَا هُوَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى وَرَاءَهُ , حَتَّى دَخَلَ فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ , فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ , مَا لَكُمْ إِذَا نَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلاَتِكُمْ أَخَذْتُمْ بِالتَّصْفِيحِ، إِنَّمَا التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ، مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلاَتِهِ فَلْيَقُلْ سُبْحَانَ اللهِ، فَإِنَّهُ لا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ الْتَفَتَ، يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ لَمْ تُصَلِّ بِالنَّاسِ؟ فَقَالَ: مَا كَانَ يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّي بَيْنَ يَدَىِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.".

(*) وفي رواية: "أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم آتٍ , فَقَالَ: إِنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قَدِ اقْتَتَلُوا , وَتَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ , فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ , وَحَانَتِ الصَّلاَةُ , فَجَاءَ بِلاَلٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَتُصَلِي فَأُقِيمَُ الصَّلاَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: فَأَقَامَ بِلاَلٌ الصَّلاَةَ , وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ , فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ , وَصَفَّ النَّاسُ ورَاءَهُ , جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَيْثُ ذَهَبَ , فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُ الصُّفُوفَ , حَتَّى بَلَغَ الصَّفَّ الأَوَّلَ , ثُمَّ وَقَفَ , وَجَعَلَ النَّاسُ يُصَفِّقُونَ لِيُؤْذِنُوا أَبَا بَكْرٍ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لاَ يَلْتَفِتُ فِي الصَّلاَةِ , فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْتَفَتَ , فَإِذَا هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ مَعَ النَّاسِ , فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِ اثْبُتْ , فَرَفَعَ يَدَيْهِ كَأَنَّهُ يَدْعُو , ثُمَّ اسْتَأْخَرَ الْقَهْقَرَى , حَتَّى جَاءَ الصَّفَّ , فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ , فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ , قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا بَالُكُمْ وَنَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلاَتِكُمْ فَجَعَلْتُمْ تُصَفِّقُونَ؟ إِذَا نَابَ أَحَدَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلاَتِهِ فَلْيُسَبِّحِ , فَإِنَّمَا التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ , وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ , ثُمَّ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: لِمَ رَفَعْتَ يَدَيْكَ؟ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: رَفَعْتُ يَدَيَّ لأَنِّي حَمَدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْكَ , وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم.".

(*) وفي رواية: "كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم , فَأَتَاهُمْ بَعْدَ الظُّهْرِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ , وَقَالَ: يَا بِلاَلُ , إِنْ حَضَرَتِ الصَّلاَةُ وَلَمْ آتِ، فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ , قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ , أَقَامَ بِلاَلٌ الصَّلاَةَ , ثُمَّ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ , فَتَقَدَّمَ بِهِمْ , وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلاَةِ , فَلَمَّا رَأَوْهُ صَفَّحُوا , وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشُقُّ النَّاسَ حَتَّى قَامَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ , قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاة لَمْ يَلْتَفِتْ , فَلَمَّا رَأَى التَّصْفِيحَ لاَ يُمْسَكُ عَنْهُ , فَالْتَفَتَ فَرَأَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ , فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ أَنِ امْضِهْ , فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ هُنَيَّةً، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ , ثُمَّ مَشَى الْقَهْقَرَى , قَالَ: فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ , فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَتَهُ، قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ , مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ أَنْ لاَ تَكُونَ مَضَيْتَ؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ يَكُنْ لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَقَالَ لِلنَّاسِ: إِذَا نَابَكُمْ فِي صَلاَتِكُمْ شَيْءٌ، فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ، وَلْيُصَفِّحِ النِّسَاءُ.".

ــــــــــــ

نابه: أصابه شيءٌ يحتاج فيه إلى إعلام الغير.

التصفيح: التصفيق.

ــــــــــــ

أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.

* * *

عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بن عبد الرحمان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:

"التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ.".

أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.

وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.

* * *

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير