تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ان النصوص هذه ان دلت على شيء، فإنما تدل على وجود الكتاب الى القرن السابع الهجري، كما حدثنا عنه ابن ابي الحديد، والأربلي ... ولما كان الكتاب هذا تراثا فكريا إسلاميا، وسندا تأريخيا كثر النقل عنه بالواسطة لعدم وجوده، واعتمد على ما ذكره ابن أبي الحديد في شرحه. لذلك كانت في رغبة ملحة وبواعث جمة في اخراج وافراز هذه النصوص، من شرح النهج، وجمعه وأخرجه في كتاب خاص.

فقد سبرت شرح النهج في طبعته الجديدة من المجلد الأول الى آخر مجلده ونقلت ما ذكره ابن أبي الحديد، عن كتاب السقيفة وفدك، مع الاشارة في الهامش الى المجلد والصفحة، وترجمت لمشايخه وللرواة، وادعمت أحاديثه بمصادر ومراجع اخرى، في الحديث والتاريخ، ومنحت كل رواية رقما بالتسلسل، مع افراز كل رواية من اختها الى وضع فهارس فنية في آخره، وكان من توفيق الله وتسديده أن اخرج الكتاب بهذا النهج الذي تراه.

وحين وقف على عملي هذا بعض العاملين في حقل التاريخ والتحقيق قابلوني بالتشجيع والتقدير، وحفزوني على انهائه واتمامه لافتقار المكتبة العربية إليه.

ان الكتاب هذا وإن لم يكن بكامل كتاب ـ السقيفة وفدك ـ وبتمامه، إلا انه جزء منه، والذى حفظه لنا ابن ابي الحديد، وسجله على صفحاته كتابه القيم ـ شرح نهج البلاغة ـ ولعل التاريخ يكشف القناع في المستقبل عن وجود نسخة منه، وليس ذلك على الله بعزيز.

فالشكر لله سبحانه على منحه التوفيق وله الحمد والمنة على ما أسداه من العناية، ولله شأنه الحمد أولا وآخرا.

مصادر ترجمة الجوهري:

لم تكن لأبي بكر الجوهري في المعاجم ترجمة ضافية، ولا لمحة عن حياته، ولا اشارة إلى تاريخه، لذلك كانت حياته غامضة، وأحواله مبهمة لم يكشف التاريخ عنها القناع بصورة باتة، بيد أننا نجد في بعض المعاجم، اشارة عابرة إليه والاكتفاء بذكر اسمه وتأليفه، مع اليقين انه كان في الرعيل الأول من الذين احترمتهم الخاصة والعامة، وأذعنت لحيويته العلمية الشيعة والسنة، ونقل الرواة عنه الكثير من القضايا، بحيث ابتنوا على ثقافته، مؤلفاتهم في الحديث والأدب.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الغموض إكتنف حياة هذا العيلم منذ حياته ولم يبق لنا غير كلمات عن حياته، كما اشار إليها ابن ابي الحديد من انه عالم محدث كثير الأدب، ثقة ورع، أثنى عليه المحدثون، ورووا عنه منصفاته.

عقيدة الجوهري:

ما يتركه العالم والأديب، على صفحة الوجود من اثر فكري وجهود علمي نثرا أو شعرا، فإنه ترجمان عن اتجاهاته الدينية، والاجتماعية، والسياسية، لان العالم أو الأديباو الناثر والشاعر، يعكس معتقداته وأحاسيسه في أثره، والتأليف مرآة صافية تعبر عما نحن بصدد التحدث فيه، وبالكتاب نقف على ما في أعماق قلب مؤلفه من خواطر، وعقائد ومبادئ، وما هو عليه منها، وعلى ضوء هذا المعيار الفكري، نتوصل الى عقيدة الجوهري المبثوثة في خلال سطور كتابه ـ السقيفة وفدك ـ والمشعشعة على صفحات تأليفه ان أبا بكر الجوهري جمع في كتابه أحاديث وروايات مخالفة للشيعة الامامية ومتباينة لمعتقداتها الأسلامية الصريحة الواضحة ومتضادة لسيرتها النبوية المركزة دون ان يتناول الحديث أو الرواية بالنقاش والرد، كما ستطالعها في الكتاب، فهو اذن من علماء السنة ولا شك في ذلك، بالاضافة الى ان ذكر حديث أو اخبار موافقة لمفاهيم الشيعة، لم يكن دليلا على تشيع الرجل. هذا ولدينا مصادر تثبت عدم تشيعه ومخالفته له كما أن مشايخه الذين تلقف عنهم الحديث والعلم والأدب ليس فيهم من عرف بالتشيع، أو كان شيعيا حتى يظهر أثره في نفس الجوهري بوضوح على اني تصفحت جميع المواضيع الخاصة به من جميع وجوهها فلم أجد للتشيع أي أثر فيه أو مجال ضيق يمكن به نسبته إليه ولذلك يمكن القول ان لا شك ولا تردد من كونه مخالفا للشيعة كما صرحت به النصوص التاريخية. ومنها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير