"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ , يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ , فَسَارَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَسِيرَةَ ثَلاَثِ لَيَالٍ , سَارَ حَتَّى أَمْسَى , فَقُلْتُ: الصَّلاَةَ، فَسَارَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ , فَسَارَ حَتَّى أَظْلَمَ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ , أَوْ رَجُلٌ: الصَّلاَةَ , قَدْ أَمْسَيْتَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْمَعَ بَيْنَهُمَا , فَسِيرُوا، فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ , ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا.".
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ , جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، بَعْدَ مَا يَغِيبُ الشَّفَقُ , وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ , جَمَعَ بَيْنَهُمَا.
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ، وَنَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ , وَمَعَهُ حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ , وَمُسَاحِقُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خِدَاشٍ , فَغَابَتْ لَنَا الشَّمْسُ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا: الصَّلاَةَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ , ثُمَّ قَالَ لَهُ الآخَرُ: الصَّلاَةَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ , فَقَالَ نَافِعٌ فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلاَةَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ.".
فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَسِرْنَا أَمْيَالاً , ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى.
قَالَ يَحْيَى: فَحَدَّثَنِي نَافِعٌ هَذَا الْحَدِيثَ، مَرَّةً أُخْرَى , فَقَالَ: سِرْنَا إِلَى قَرِيبٍ مِنْ رُبُعِ اللَّيْلِ , ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى.
أخرجه مالك وأحمد , والحميدي , ومسلم، وأبو داود , والترمذي، والبَزَّار , والنسائي , وابن خزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ؛
"رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ.".
ـ وفي رواية: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ فِي السَّفَرِ , يُؤَخِّرُ صَلاَةَ الْمَغْرِبِ , حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ.".
قَالَ سَالِمٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَفْعَلُهُ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ، وَيُقِيمُ الْمَغْرِبَ فَيُصَلِّيهَا ثَلاَثًا، ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ قَلَّمَا يَلْبَثُ حَتَّى يُقِيمَ الْعِشَاءَ، فَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ وَلاَ يُسَبِّحُ بَيْنَهَا بِرَكْعَةٍ، وَلاَ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِسَجْدَةٍ، حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ.
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , والنسائي , وأبو يعلى، وابن خزيمة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَسْلَمَ الْعَدَوِيِّ , قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَبَلَغَهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ شِدَّةُ وَجَعٍ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّفَقِ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعَتَمَةَ، يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ:
"إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ، أَخَّرَ الْمَغْرِبَ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا.".
أخرجه البخاري، والبيهقي.
* * *
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ , قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْحِمَى , فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، هِبْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ: الصَّلاَةَ , فَسَارَ حَتَّى ذَهَبَ بَيَاضُ الأُفُقِ، وَفَحْمَةُ الْعِشَاءِ , ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلاَثَ رَكَعَاتٍ , ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ عَلَى إِثْرِهَا , ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ.
أخرجه الحُمَيْدِي، والشافعي، وأحمد، والنَّسَّائِي، والبَيْهَقِي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأت.
* * *
¥