تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

"وُلِدَ لِيَ اللَّيْلَةَ غُلاَمٌ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ، امْرَأَةِ قَيْنٍ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَيْفٍ، بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِيهِ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي سَيْفٍ، وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ، وَقَدِ امْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا، قَالَ: فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَمْسَكَ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِالصَّبِيِّ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، عَزَّ وَجَلَّ، وَاللَّهِ إِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ.".

ـ وفي رواية: "دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ، وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟! فَقَالَ: يَا ابْنَ عَوْفٍ، إِنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ.".

ــــــــــ

قَيْنٍ؛ حداد.

يَكِيدُ بِنَفْسِهِ؛ أي يجود بها، ومعناه: وهو في النزع.

ــــــــــ

أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود، وأبو يعلى، وابن حبان، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.

* * *

عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

"إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ , أَوِ الْمَيِّتَ , فَقُولُوا خَيْرًا. فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ. قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ. قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ. وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً. قَالَتْ: فَقُلْتُ. فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ. مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم.".

أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.

ــــــــــ

وَأَعْقِبْنِي؛ أي بدلني وعوضني.

ــــــــــ

أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.

وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.

* * *

ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 11 - 09, 04:30 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه هي المشاركة ال 79 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الجنائز، مستفتحًا أبوابًا جديدة من كتاب الجنائز، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.

باب ما جاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير