"مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ , إِذَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَةٍ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ , حَتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَهُ , وَإِذَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِصَدَقَةٍ تَقَلَّصَتْ عَلَيْهِ , وَانْضَمَّتْ يَدَاهُ إِلَى تَرَاقِيهِ , وَانْقَبَضَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا.
قَالَ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: فَيَجْهَدُ أَنْ يُوَسِّعَهَا فَلاَ يَسْتَطِيعُ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
باب الدعاء لصاحب الصدقة
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ , قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِصَدَقَةٍ، قَالَ: اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّ أَبِي أَتَاهُ بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والبزار، والنسائي , وابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان.
* * *
باب إرضاء جامع الصدقة
عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لِيَصْدُرِ الْمُصَدِّقُ، مِنْ عِنْدِكُمْ، وَهُوَ رَاضٍ.".
ـ وفي رواية: "إِذَا أَتَاكُمُ الْمُصَدِّقُ، فَلْيَصْدُرْ عَنْكُمْ وَهُوَ عَنْكُمْ رَاضٍ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة، وأبو عوانة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلاَلٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
"جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا إِنَّ نَاسًا مِنَ الْمُصَدِّقِينَ يَأْتُونَنَا فَيَظْلِمُونَنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ.".
قَالَ جَرِيرٌ: مَا صَدَرَ عَنِّي مُصَدِّقٌ، مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ.
ـ وفي رواية: "أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، يَأْتِينَا نَاسٌ مِنْ مُصَدِّقِيكَ يَظْلِمُونَ؟ قَالَ: أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ، قَالُوا: وَإِنْ ظَلَمَ؟ قَالَ: أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ، ثُمَّ قَالُوا: وَإِنْ ظَلَمَ؟ قَالَ: أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ.".
قَالَ جَرِيرٌ: فَمَا صَدَرَ عَنِّي مُصَدِّق، مُنْذُ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ وَهُوَ رَاضٍ.
أخرجه أحمد , ومسلم , وأبو داود , والنسائي، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
باب من أعطاه الله شيئا من غير مسألة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ عُمَرَ , قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ:
"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي الْعَطَاءَ , فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي , حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالاً. فَقُلْتُ: أَعْطِهِ مَنْ هُوَ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لاَ فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ السَّعْدِيِّ , أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فِي خِلاَفَتِهِ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي الْعَطَاءَ , فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي , حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالاً. فَقُلْتُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي , فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَإِلاَّ فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
باب من تحل له الصدقة
عَنْ كِنَانَةُ بْنُ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيُّ , عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ الْهِلاَلِيِّ، قَالَ:
"تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ فِيهَا , فَقَالَ: أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ , فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا قَبِيصَةُ , إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لاَ تَحِلُّ إِلاَّ لأَحَدِ ثَلاَثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ , وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ (أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ) وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ , حَتَّى يَقُومَ ثَلاَثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ: لَقَدْ أَصَابَتْ فُلاَنًا فَاقَةٌ. فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ , حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ (أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ) فَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ , يَا قَبِيصَةُ سُحْتًا يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
¥