"أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا وَلَمْ تُوصِ. وَإِنِّي أَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ لَتَصَدَّقَتْ. فَلَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا , وَلِيَ أَجْرٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ.".
يأتي إن شاء الله تعالى في كتاب "الوصايا".
* * *
باب إثم مانع الزكاة
عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ , قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ , فَبَيْنَا أَنَا فِي حَلْقَةٍ فِيهَا مَلأٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ أَخْشَنُ الثِّيَابِ , أَخْشَنُ الْجَسَدِ , أَخْشَنُ الْوَجْهِ , فَقَامَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: بَشِّرِ الْكَانِزِينَ بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ , فَيُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْىِ أَحَدِهِمْ , حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفَيْهِ , وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفَيْهِ , حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيَيْهِ يَتَزَلْزَلُ، قَالَ: فَوَضَعَ الْقَوْمُ رُءُوسَهُمْ , فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ رَجَعَ إِلَيْهِ شَيْئًا، قَالَ: فَأَدْبَرَ , وَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى سَارِيَةٍ , فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ هَؤُلاَءِ إِلاَّ كَرِهُوا مَا قُلْتَ لَهُمْ قَالَ: إِنَّ هَؤُلاَءِ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا , إِنَّ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم دَعَانِي فَأَجَبْتُهُ , فَقَالَ: أَتَرَى أُحُدًا؟ فَنَظَرْتُ مَا عَلَىَّ مِنَ الشَّمْسِ , وَأَنَا أَظُنُّ أَنَّهُ يَبْعَثُنِي فِي حَاجَةٍ لَهُ. فَقُلْتُ: أَرَاهُ، فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي مِثْلَهُ ذَهَبًا , أُنْفِقُهُ كُلَّهُ , إِلاَّ ثَلاَثَةَ دَنَانِيرَ. ثُمَّ هَؤُلاَءِ يَجْمَعُونَ الدُّنْيَا , لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا , قَالَ قُلْتُ: مَا لَكَ وَلإِخْوَتِكَ مِنْ قُرَيْشٍ , لاَ تَعْتَرِيهِمْ , وَتُصِيبُ مِنْهُمْ؟ قَالَ: لاَ. وَرَبِّكَ , لاَ أَسْأَلُهُمْ عَنْ دُنْيَا , وَلاَ أَسْتَفْتِيهِمْ عَنْ دِينٍ , حَتَّى أَلْحَقَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم.
* * *
عَنْ الأَعْرَجُ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"تَأْتِي الإِبِلُ عَلَى رَبِّهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ إِذَا هِيَ لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا تَطَؤُهُ بِأَخْفَافِهَا , وَتَأْتِي الْغَنَمُ عَلَى رَبِّهَا عَلَى خَيْرِ مَا كَانَتْ إِذَا لَمْ يُعْطِ فِيهَا حَقَّهَا تَطَؤُهُ بِأَظْلاَفِهَا , وَتَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا , قَالَ: وَمِنْ حَقِّهَا أَنْ تُحْلَبَ عَلَى الْمَاءِ. أَلاَ لاَ يَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِبَعِيرٍ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ لَهُ رُغَاءٌ فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ. أَلاَ لاَ يَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِشَاةٍ يَحْمِلُهَا عَلَى رَقَبَتِهِ , لَهَا يُعَارٌ. فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ. فَأَقُولُ: لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ بَلَّغْتُ، قَالَ: وَيَكُونُ كَنْزُ أَحَدِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ , يَفِرُّ مِنْهُ صَاحِبُهُ وَيَطْلُبُهُ: أَنَا كَنْزُكَ. فَلاَ يَزَالُ حَتَّى يُلْقِمَهُ أُصْبُعَهُ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , والنسائي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[06 - 02 - 10, 01:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 95 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الزكاة، مستفتحًا أبوابا جديدة من أبواب كتاب الزكاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب إعطاء المؤلفة قلوبهم
¥