تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[العلم الشرعي: أحكام وآداب = الحلقة الأولى =]

ـ[أبوعمرالألباني]ــــــــ[04 - 02 - 03, 11:56 ص]ـ

[العلم الشرعي: أحكام وآداب = الحلقة الأولى =]

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي الله.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال الله تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر/9]

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا)) متفق عليه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم.

أيها الأحبة الكرام: نتحدث - بمشيئة الله تعالى - في هذه الحلقات الكريمة المباركة عن العلم الشرعي: أحكام وآداب.

قال معاذ بن جبل في التعليم والتعلم (تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة وهو الأنيس في الوحدة والصاحب في الخلوة والدليل على الدين والمصبر على السراء والضراء والوزير عند الأخلاء والقريب عند الغرباء ومنار سبيل الجنة يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة سادة هداة يقتدى بهم أدلة في الخير تقتص آثارهم وترمق أفعالهم وترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم وكل رطب ويابس لهم يستغفر حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه والسماء ونجومها، لأن العلم حياة القلوب من العمى ونور الأبصار من الظلم وقوة الأبدان من الضعف يبلغ به العبد منازل الأبرار والدرجات العلى والتفكر فيه يعدل بالصيام ومدارسته بالقيام به يطاع الله عز وجل وبه يعبد وبه يوحد وبه يمجد وبه يتورع وبه توصل الأرحام وبه يعرف الحلال والحرام وهو إمام والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء).

ونبدأ أولى حلقات هذه السلسلة المباركة بالحديث عن فضل العلم والمتعلم ومكانة العالم والمُعلم.

أولاً: فضل العلم والمتعلم ومكانة العالم والمُعلم:

لا بد أن يدرك طالب العلم فضل سلوك طريق طلب العلم الشرعي وتحصيله .. قال الله .. قال رسوله .. قال الصحابة .. قال التابعون لهم بإحسانٍ ".فالعلم الشرعي هو أشرف وأفضل وأجل العلوم وأوكدها .. وما سواه من العلوم فهو عالة عليه وتابع له ولابد من ملاحظة أن ما يفعله الناس اليوم من إطلاق لفظ العلماء على علماء الصناعة والاختراع والطب والكيمياء والفيزياء وغيرها من العلوم، فهذه من تغيير الحقائق، حتى أصبح لفظ العلماء يطلق على الكفار الأمريكان والروس وغيرهم، وهؤلاء ليس علماء لأنهم لا يفيدهم علمهم خشية لله، (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء) فاطر/28 وإنما يفيدهم علمهم التكبر في الأرض، والإعجاب بأنفسهم، والتسلط على الناس بغير حق، كيف يكونون يخشون الله وهم يجهلون الله عز وجل، ومنهم من يُنكر وجود الله كالشيوعيين مثلاً، كيف يكونون هؤلاء أهل خشية لله وهم أجهل الناس به، نعم علماء الصناعة والاختراع وعلماء الطب إذا كان عندهم علم شرعي، فقد يخشون الله تعالى، أما إذا كانوا لا يعلمون شيئاً عن الشريعة وإنما يعرفون الأمور الدنيوية، فهؤلاء ليسوا علماء، بل جهال ضُلال، أكثرهم كفار، وأكثرهم أعداء لله ورسله وللإسلام. والسالك في هذا الطريق؛ طريق طلب العلم .. سالك في طريق مبارك يحبه الله ورسوله .. ويوصل صاحبه إلى مجدي الدنيا والآخرة .. ! {نقلاً عن ثلاث محاضرات في العلم والدعوة ص: 14 - 15 لفضيلة الشيخ صالح الفوزان – بتصرف}

من لطائف ما ذكره الإمام الخطابي في (العزلة) عن أحدهم {أنه لصق على عينه اليسرى لصاق، فلما سألوه عن ذلك قال: من الإسراف أن أنظر إلى الدنيا بعينين} فانظر إلى هذا المخرف كيف جحد نعمة الله، والله يمتن على الناس بقوله {ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين} نقل القصة: الشيخ عائض القرني في كتابه: أقرأ باسم ربك الذي خلق- ص: 9

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: لأن أتعلم مسألة أحب إلي من قيام ليلة. وقال أيضاً: كن عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن الرابع فتهلك.

وقال عطاء: مجلس علم يكفر سبعين مجلسا من مجالس اللهو.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير