أ ـ ابن أبي الحديد، فقد جعل كتاب الجوهري ـ السقيفة وفدك ـ من امهات مصادر كتابه ـ شرح نهج البلاغة ـ ونقل الكثير الكثير من تأليفه، مع انه قال في مقدمة شرحه في الفصل الأول من ـ فدك ـ: الفصل الأول، فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم، لا من كتب الشيعة ورجالهم، لأنا مشترطون على أنفسنا ألا نحفل بذلك، وجميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، في السقيفة وفدك، وما وقع من الاختلاف والاضطراب، عقب وفاة النبي صلى الله علية وآله، وأبو بكر الجوهري هذا عالم محدث كثير الأدب، ثقة ورع، أثنى عليه المحدثون ورووا عنه مصنفاته
ب ـ أبو الحسن علي بن عيسى الأربلي البغدادي المتوفى 693، فهو أيضا نقل خطبة فاطمة الزهراء من كتاب الجوهري وقال قبل ذكره الخطبة: وقد
أوردها المؤالف والمخالف ونقلتها من كتاب السقيفة عن عمر بن شبة، تأليف أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري من نسخة قديمة مقروءة على مؤلفها المذكور، وقرأت عليه في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة روى عن رجاله من عدة طرق
ج ـ السيد عبد الله بن محمد رضا بن محمد بن أحمد بن علي الشبر الحسيني المتوفى 1242 هجري، قال في كتابه: وروى عن العامة والخاصة بأسانيد عديدة عنها انها خطبت هذه الخطبة العظيمة في ملأ من المهاجرين والأنصار وغيرهم، رواها من العامة أحمد بن عبد العزيز الجوهري، وابن أبي الحديد وغيرهما
د ـ الشيخ عبد الله بن الشيخ حسن بن المولى عبد الله المامقاني المتوفى 1351 قال: بل ظاهر ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة كون الرجل عاميا وكون كتابه في السقيفة نافعا لهم، قال في الكلام على فدك في الفصل الأول فيما ورد من الأخبار والسير المنقولة من أفواه أهل الحديث وكتبهم، لا من كتب الشيعة ورجالهم لأنا مشترطون على انفسنا أن لا نحفل بذلك وجميع ما نورده في هذا الفصل من كتاب أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري، وهو عالم محدث كثير الادب ثقة ورع اثنى عليه المحدثون ورووا عنه مصنفاته، انتهى، فإنه صريح في انه من ثقاة المخالفين وعلمائهم
فهذه الكلمات صريحة على أن الجوهري، من علماء العامة وثقاتهم وفي المعاجم الكثير من أمثال هذه العبارات، بيد أن بعضا من أصحاب التراجم والتاريخ نسبه الى التشيع وذلك لعدم وقوفه على كتاب ـ السقيفة ـ وأول من التبس عليه الأمر وظنه من الشيعة ورجالهم، شيخ الطائفة الطوسي محمد بن الحسن بن علي المتوفى 460 رضي الله تعالى عنه فقد ذكر في فهرسته الذي جمع فيه جماعة من شيوخ
الشيعة من أصحاب الحديث، وما صنفوه من التصانيف ورووه من الأصول فقال: أحمد بن عبد العزيز الجوهري له كتاب السقيفة
ثم تبعه رشيد الدين محمد بن علي بن شهراشوب السردي البغدادي الحلبي المتوفى 588 فذكره في فهرست كتب الشيعة وأسماء المصنفين منهم قديما وحديثا فقال: أحمد بن عبد العزيز الجوهري له السقيفة واعتمد الآخرون على ما جاء في المصدرين السالفين ـ الفهرست ومعالم العلماء ـ وحسبوه شيعيا من دون الوقوف على كتابه ومطالعته. والغريب ان بعضا من المؤلفين مع تردده وشكه في عقيدته، يفرد له ترجمة خاصة في كتابه ويجعله من أعيان الشيعة، أو من طبقات أعلام الشيعة في القرن الرابع الهجري، وأنا لا استطيع اتخاذ ما ذكره الشيخ الطوسي رحمة الله وبركاته عليه.وتفرده به نصا ودليلا على تشيعه، مع وجود كتابه الناطق على عكس ما ذهب إليه الشيخ الطوسي. هذا ما توخيت بيانه للحق، وتبيانه للحقيقة وما انتهى إليه علمي القاصر الضعيف باختصار ولو قصدنا التفصيل لطال المقام والمقال
وفاة الجوهري:
أسلفنا القول أن لم تكن في المعاجم ترجمة لأبي بكر الجوهري. فحياته مجهولة تكتنفها الغموض والجهل، حتى عام وفاته إلا انه يعتبر من الذين عاشوا في القرنين الثالث والرابع الهجريين غير أن أبا بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول تكين الطولي الشطرنجي الكاتب المعروف والمتوفى بالبصرة سنة 335 - 336 قال: وفيها ـ اي سنة 323 ـ توفي أحمد بن عبد العزيز الجوهري، صاحب عمر بن شبة بالبصرة، لخمس بقين من شهر ربيع الآخر.
هذا والذي ينبغي الاشارة إليه في نهاية الحديث أن أبا بكر الجوهري دخل ميدان الأدب والحديث والتفسير عناية وحرصا منه على صيانة التراث الفكري الاسلامي منذ شبابه ومنذ الوقت الذي كان يتدرج على طريق العلم بين البصرة وبغداد، ونجد هذه العناية والاهتمامات منه وضاحة أشد الوضوح في تصانيفه التي اشير إليها، وظلت ماثلة على صفحات المراجع العلمية والأدبية.
والله أسأل أن يرزقني التوفيق والاخلاص والسداد في القول والعمل والفكر وان يتقبل هذا الجهد لوجهه خالصا فمنه ألتمس الجزاء فيما قصدت وسبحانه الهادي والموفق وعليه توكلت واليه انيب
هذا نص ما قال هذا الرافضي الخبيث مع اختلاف يسير من أجل الإختصار و لم أحب أن ذكر هذه الترجمة المطولة إلى أن الأخ البتار ذكر هذا الدكتور و تحقيقه
أما الأستاذ خليفة بن سليمان الخليفة لم يعتمد عليها في كتابه شيوخ الطبراني بل جعلها في هامش ترجمة هذا الشيخ الجوهري و اعتمد كلام شيخ الطائفة الطوسي و الخوئي ولهذا ترجمة هذا الشيخ من أطول التراجم النادرة وقد تم نقلها من ملف الورد إلى هذا المنتدتى لعل الأخوة الأعزاء يستفيدوا منها و بالأخص الأخ السائل حفظه الله عز وجل أحمد الشبلي مع أني أقول و أكرر لا يغني ما نقلته من كتاب شيوخ الطبراني عن اقتاء هذا الكتاب و أوخي الحذا من ما جاء في هذه الترجمة من قدح للخطيب البغدادي رحمه الله
* و أخوكم الكاتب يرجو منكم الدعاء و المعذرة على الإطالة
و الله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد و على آله وسلم