وللعلماء في الإسلام منزلة شريفة تعلو من سواهم في الدنيا والآخرة قال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) المجادلة/11.
ولأهمية العلم أمر الله رسوله أن يطلب المزيد منه فقال: (وقل رب زدني علماً) طه/114.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فضل العالِمِ على العابد كفضل القمرِ ليلةَ البدر على سائر الكواكب " صحيح الجامع: 4212.
وعن أبي الدرداء، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن العالم ليستغفرُ له مَن في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثةُ الأنبياء؛ الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافرٍ " أخرجه أبو داود وغيره، صحيح الترغيب: 68
مرأبو هريرة – رضي الله عنه – على الناس وهم يتبايعون ويتاجرون في الأسواق، فقال لهم: أنتم ها هنا وميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقسم في المسجد، فانجفل الناس بسرعة إلى المسجد، يريدون الأخذ من الميراث، فلما دخلوا ما وجدوا شيئاً يُقسم، وإنما وجدوا هذا يدرس القرآن، وهذا يدرس الفقه، وهذا يدرس السنة، فقالوا يا أبا هريرة: ما وجدنا شيئاً يُقسم، قال: ماذا وجدتم؟ قالوا: وجدنا هذا يدرس القرآن، وهذا يدرس الفقه، قال: ويحكم، هذا ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن الأنبياء ورثوا العلم - الشيخ صالح الفوزان – ص: 18 المرجع السابق-
وعن أبي أمامة الباهلي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جُحرها، وحتى الحوت ليُصلون على معلمي الناس الخير " أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
قال ابن المبارك رحمه الله: عجبت لمن لم يطلب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة؟
وروى أن سفيان الثوري رحمه الله قدم عسقلان فمكث لا يسأله إنسان فقال اكروا لي لأخرج من هذا البلد هذا بلد يموت فيه العلم وإنما قال ذلك حرصا على فضيلة التعليم واستبقاء العلم به.
وقال عطاء رضي الله عنه دخلت على سعيد بن المسيب وهو يبكي فقلت ما يبكيك قال ليس أحد يسألني عن شيء.
وقال بعضهم العلماء سرج الأزمنة كل واحد مصباح زمانه يستضيء به أهل عصره.
وقال الحسن رحمه الله لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم أي أنهم بالتعليم يخرجون الناس من حد البهيمية إلى حد الإنسانية.
وإذا نظرنا في كتاب الله تعالى وماذكره ربنا عن الكلب، فعلى الرغم من أن الكلب هو كلب، لكن جعل الله الكلب في القرآن على قسمين: كلبٌ مُعلم، فصيده حلال، وكلبٌ جاهل، فصيده حرام، قال تعالى (مُكلبين تُعلمونهن مما علمكم الله).
يقول أحد التابعين أن عطاء بن أبي رباح كان أشل أفطس، يقول أحد التابعين: لو جمعت العيوب في الناس لاجتمعت في عطاء – رضي الله عنخ وأرضاه - اجتمع ببابه الناس، ومعهم الخليفة سليمان بن عبد الملك جاء ليسأله، فقال للخليفة: خذ مكانك مع الناس ولا تتقدم على الناس، وهو خليفة دمشق وخليفة الأمة الإسلامية، فرجع سليمان حتى أتى دوره فسأل عطاء، فقال سليمان لأبنائه: تعلموا العلم، فوالله ماذللت لأحد من الناس كما ذللت اليوم لهذا العبد. لأن عطاء عبد وكلنا عبيد لله. نقلاً عن الشيخ عائض ص:12
وقال صلى الله عليه وسلم:" من علَّم علماً فله أجرُ من عمل به، لا ينقص من أجر العامل " صحيح سنن ابن ماجه: 196.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن مما يلحقُ المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علماً علمه ونشرَهُ " أخرجه ابن ماجه وغيره، صحيح الترغيب:74.
وقال يحيى بن معاذ العلماء أرحم بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم قيل وكيف ذلك قال لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهم يحفظونهم من نار الآخرة.
¥