[عقيلة أتراب القصائد في رسم القرآن]
ـ[أبو الجود]ــــــــ[04 - 02 - 03, 04:32 م]ـ
هذه قصيدة عقيلة أتراب القصائد*
في رسم القرآن
للإمام أبى محمد قاسم بن فيرُّه بن خلف بن أحمد الشاطبى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
1) الحمدُ للهِ مَوْصُولاً كما أمَرَا مباركاً طيباً يَسْتَنْزِلُ الدِّرَرَا
2) ذو الفضلِ والمنِّ والإحْسَانِ خَالِقُنَا ربُّ العبادِ هو اللهُ الذى قَهَرَا
3) حىٌ عليمٌ قديرٌ والكلامُ لهُ فردٌ سميعٌ بصيرٌ ما أرادَ جَرَى
4) أحمدُهُ وهُوَ أهْلُ الحمدِ مُعتَمِداً عليهِ مُعْتَصِماً بهِ ومُنْتَصِرا
5) ثمَّ الصلاةُ على مُحَمَّدٍ وعلى أشياعِهِ أبداً تَنْدَى نَداً عَطِرا
6) وبعدُ فالمستعانُ اللهُ فى سَبَبٍ يهدِى إِلى سَنَنِ المَرْسُومِ مُخْتَصَرا
7) عِلْقٌ عَلائِقُهُ أَوْلَى العلائِقِ إِذْ خيرُ القرونِ أقاموا أصْلَهُ وَزَرَا
8) وكلُ مافيهِ مشهورٌ بسُنَّتِهِ ولَمْ يُصِبْ مَنْ أضافَ الوَهْمَ والغِيَرَا
9) ومنْ روَى سَتُقيمُ العُرْبُ أَلْسُنُهَا لَحْناً بهِ قولَ عُثْمانٍ فمَا شُهِرَا
10) لوْ صَحَّ لاحْتَمَلَ الإيماءَ فى صُوَرٍ فيهِ كَلَحْنِ حديثٍ ينْثُرُ الدُّرَرَا
11) وقيلَ معْناهُ فى أشياءَ لو قُرِئَتْ بظاهرِ الخطِّ لا تَخْفى عَلَى الكُبَرَا
12) لاَ أوْضَعُوا وجَزَاؤُا الظَّالمينَ لاَ أَذْ بَحَنَّهُ وَبِأَيْدٍ فَافْهَمِ الخَبَرَا
13) واعلم بأن كتاب الله خص بما تاه البرية عن إتيانه ظهرا
14) منْ قالَ صَرْفَتُهُمْ مَعْ حَثِّ نُصْرَتِهِمْ وَفْرُ الدَّوَاعِى فَلَمْ يَسْتَنْصِرِ النُّصَرَا
15) كمْ مِنْ بدائِعَ لمْ تُوْجَدْ بَلاغَتُهَا إِلا لدَيْه وكمْ طُولَ الزَّمانِ تُرَى
16) ومن يقُلْ بعُلومِ الغيبِ مُعْجِزُهُ فلمْ تَرَى عينُهُ عيْناً ولاَ أَثَرَا
17) إنَّ الغُيُوبَ بإذنِ اللهِ جاريةٌ مدَى الزَّمانِ على سُبُلٍ جَلَتْ سُوَرَا
18) ومنْ يقُلْ بكلامِ اللهِ طَالَبَهُمْ لم يَحْلُ فى العِلْمِ وِرْداً لاَ ولاَ صَدَرَا
19) ما لاَ يُطاقُ ففى تعيينِ كُلْفَتِهِ وجائزٍ ووقوعٍ عُضْلَةُ البُصَرَا
20) للهِ دَرُّ الَّذى تأليفُ مُعْجِزِهِ والانتصارِ لهُ قدْ أوْضَحَا الغُرَرَا
21) وَلَمْ يَزَلْ حِفْظُهُ فى الصَّحابَةِ فى عُلاَ حَياةِ رسُولِ اللهِ مُبْتَدِرَا
22) وكُلَّ عامٍ على جبريلَ يَعْرِضُهُ وقيلَ آخرَ عامٍ عرْضَتَيْنِ قَرَا
23) إنَّ اليمامةَ أهْوَاها مُسَيْلِمَةُ الْكذَّابُ فى زَمَنِ الصِّديقِ إذْخَسِرَا
24) وبعدَ بأْسٍ شديدٍ حانَ مصْرَعُهُ وكان بأْساً على القُرَّاءِ مُسْتَعِرَا
25) نادى أبا بكرٍ الفاروقُ خِفْتُ على الْـ قُرَّاءِ فادَّرِكِ القُرْآنَ مُسْتَطِرَا
26) فأجمعوا جَمْعَهُ فى الصُّحْفِ واعتَمَدُوا زيدَ بن ثابتٍ العدْلَ الرِّضَى نَظَرَا
27) فقام فيه بعونِ اللهِ يجْمَعُهُ بالنُّصْحِ والجِدِّ والحَزْمِ الَّذِى بَهَرَا
28) مِنْ كُلِّ أوجُهِهِ حتى استتمَّ له بِالأَحْرُفِ السَّبْعَةِ العلْيا كَما اشْتَهَرا
29) فأمسكَ الصُّحُفَ الصِّديقُ ثم إلى الفاروقِ أسْلَمَها لما قضى العُمُرَا
30) وعند حفصةَ كانت بعدُ فاختلف الْ قرَّاءُ فاعتزلوا فى أحرُفٍ زُمَرَا
31) وكان فى بعضِ مغْزاهم مُشاهِدَهم حذيفةُ فرأى فى خُلْفِهِمْ عِبَرا
32) فجاءَ عثمانَ مذْعوراً فقالَ لهُ أخافُ أنْ يخلِطُوا فأدْرِكِ البَشَرا
33) فاستحضرَ الصُّحُفَ الاولَى التى جُمِعت وخَصَّ زيداً ومِنْ قُرَيْشِه نَفَرا
34) على لسانِ قريشٍ فاكتُبوه كما على الرسولِ به إِنْزالُه انْتَشَرا
35) فجرَّدُوه كما يَهْوَى كتَابَتَهُ ما فيهِ شكلٌ ولا نَقْطٌ فَيَحْتَجِرَا
36) وسارَ فى نُسَخٍ منها المدَنِى كوفٍ وشامٍ وبصرٍ تملأُ البَصَرا
37) وقيل مكةَ والبحرينِ معْ يمنٍ ضاعتْ بها نُسخٌ فى نشْرِها قُطَرا
38) وقال مالكٌ القرآنُ يُكْتَبُ بالْكتابِ الاوَّلِ لا مُسْتَحْدثاٍ سُطِرا
39) وقال مُصْحفُ عثمانٍ تغيَّبَ لم نجدْ لهُ بين أشياخِ الهُدى خَبَرا
40) أبوعُبَيْدٍ أولوا بعضِ الخزائنِ لى إستخرجُوهُ فأبصرْتُ الدِّمَا أَثَرا
41) وردَّهُ ولدُ النَّحاسِ مُعتَمِداً ما قَبْلَهُ وأباهُ مُنْصِفٌ نَظََرا
42) إذْلم يقُلْ مالِكٌ لاحَتْ مهالِكُهُ ما لا يفوتُ فيُرْجَى طالَ أو قَصُرا
¥