[نداء استغاثه عاجل .. جزى الله خيرا من أعان في هذه المصيبة]
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 06:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جو خانق .... سحب سوداء من الغبار ..... انتشار أمراض خطيرة بسبب الجفاف .... أناس من مختلف الأعمار يعانون الشدة والضنك بسبب انقطاع الأمطار .... هذا ما ظهر لنا والله أعلم بما خفي .... نسأل أن يلطف بعباده.
من منا لا يحب المطر!!! ويشعر بالحاجة الشديدة إليه!!!! من منا شعر أنه استغنى عن الله طرفة عين!!! من منا يستطيع أن يعتمد على نفسه اعتمادا كاملا بعيدا عن معونة الله!!!
أخوتي الكرام ..... من منا أحس في قرارة نفسه وفي خلوته بربه، أنه سبب في منع القطر عن المسلمين.
وقف بعض أئمة السلف الكبار في يوم عرفة قائلا: اللهم لا ترد هذا الجمع بسببي. فليت شعري متى يكون هذا الشعور عندنا جميعا.
ربنا سبحانه قال: (فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} الحج34، والمخبتون هم المتواضعون المطيعون كأنهم لزموا الخبت (أي الأرض) من الذل والطاعة لله سبحانه وحده.
ربنا سبحانه يحب الانكسار بين يديه، يحب أعمال الخلوة التي تكون بينه وبين عبده.
ربنا سبحانه يقول: (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ) الشورى 28.
فالمطر رحمة، والله سبحانه قد قال: (وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) الأعراف 56.
دعونا نحسن في عبادة ربنا .... دعونا نحسن لبعضنا البعض.
نحسن إلى المساكين والفقراء ولو بقطعة الخبز فإن لم نجد فبمشاركتهم مشاعرهم وأحاسيسهم. هم شريحة كبيرة من المجتمع لا تجد في الغالب من يعود عليهم بالعطف والمساعدة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أبغوني الضعفاء فإنما ترزقون و تنصرون بضعفائكم).
الصدقة تطفئ غضب الرب سبحانه فاتقوا غضب الجبار ولو بشق تمرة.
التقاطع بين المسلمين على اختلاف مستوياتهم وأصنافهم سبب في هذا الكرب، قال صلى الله عليه وسلم: (إني خرجت لأخبركم بليلة القدر و إنه تلاحى فلان و فلان فرفعت)
لا أريد أن نقتصر على الرد في الموضوع ببعض عبارات الشكر والتعقيب .... هذا لا يهم، بل نريد حلا عمليا بأن يشعر كل واحد منا أن ما يحدث هو بسبب تقصيره لا تقصير غيره.
ليكن لكل واحد منا (بدون استثناء) دور في رفع هذا الكرب المسلمين .... سئمنا إلقاء التهم على شريحة معينة أو طائفة معينة أو فرد بعينة.
نلجأ إلى الله وحده لا إلى غيره بالاعتراف بالذنب، والشعور بالافتقار الكامل له وحده، والإحسان في عبادته والإحسان في معاملة خلقه.
أخيرا ..... إذا عدنا إلى ربنا فلنبشر بالخير فإنه سبحانه رحيم، رحمته سبقت غضبه.
لنكثر الاستغفار الذي يتوافق فيه القلب واللسان فإنه مفاتيح المطر:
(وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ) هود 3.
(وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) هود 52.
(وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) هود 90.
(فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً {10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً {11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً {12}).
كتبه أخوكم المشفق/ فرحان بن سميح
والسلام