[سلسلة هل من مشمر"5"]
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[22 - 05 - 08, 01:08 م]ـ
الحمد لله وكفى وصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فيبدوا أن الهمة قصرت ... والله المستعان، لكن المطلوب من الإنسان مجاهدة النفس وإلا فالطاعات ثقيلة على النفوس والمعاصي والملاهي هي المحببة لها نسأل الله العافية ....
وها نحن من جديد نكمل مشوارنا في هذه السلسلة المباركة علّ الله أن يجعل فيها النفع أنه سميع مجيب وحديث السلسلة الخامسة هو حديث عظيم مليء الفوائد حتى ان العلامة النووي رحمه الله تعالى جعله أحد الأحاديث الأربعين التي وصفها العلامة ابن رجب الحنبلي بأنها: من جوامع الكلم والحديث هو حديث ابن عباس والذي نصه ما يلي:
ــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف "
[رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح]
وفي رواية غير الترمذي:" احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة. واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك. واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأول فائدة في هذا الحديث هي: جواز تكنية الصبي، وذلك من قول الراوي ((عن أبي العباس ... )) فهو كان يعرف بها وإلا لم يقلها الراوي، لكي لا تكون من الابهام والنكارة.
وأترك المجال للإخوة ....
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[23 - 05 - 08, 12:33 ص]ـ
............
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[30 - 05 - 08, 01:49 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبيه الكريم أما بعد:
فسأضع كل ما وجدت من فوائد سمعتها أو قرأتها للعلماء في هذا الحديث الذي سيكون الأخير في هذه السلسلة - مؤقتا- والله المستعان .........
1 - جواز الإرداف على البعير وهذا من روايات أخرى للحديث في غير هذا الموضع وإلا فهنا لم يذكر هل كانا على الدابة أم كانا يسيران خلف بعضهما.
2 - ملاطفة النبي صلى الله عليه وسلم لمن هو دونه - سنا أو حتى قدرا - حيث قال: "يا غلام إني أعلمككلمات ".
3 - أنه ينبغي لمن سيعطي كلاماً ذا أهمية أن يقدم له ما يوجب لفت الانتباه من المقدمات الملفتة للانتباه حيث قال هنا: "ياغلام إني أعلمك كلمات ".
4 - أن من حفظ الله حفظه الله لقوله صلى الله عليه وسلم: " احفظ الله يحفظك".
5 - أن من أضاع الله – أي أضَاع دين الله - فإن الله يضيعه ولا يحفظه قال تعالى " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " الحشر/19.
6 - أن من حفظ الله عز وجل هداه الله تعالى ودله على ما فيه الخير وأن من لازم حفظ الله له أن يمنع عنه الشر إذ قوله " احفظ الله تجده تجاهك " كقوله في اللفظ الآخر " تجده أمامك ".
7 - أن الإنسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله ولكن لا مانع أن يستعين بغير الله ممن يمكنه أن يعينه لقوله النبي صلى الله عليه وسلم "وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة ".
8 - أن الأمة لن تستطيع أن ينفعوا أحداً إلا إذا كان الله قد كتبه له ذلك ولن يستطيعوا أن يضروا أحداً إلا أن يكون الله تعالى قد كتب ذلك عليه.
9 - أنه يجب على المرء أن يكون معلقاً رجاؤه بالله عز وجل وأن لا يلتفت إلى المخلوقين فإن المخلوقين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً.
10 - أن كل شيء مكتوب منتهى منه , فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
11 - في الرواية الأخرى أن الإنسان إذا تعرف إلى الله بطاعته في الصحة والرخاء , عرفه الله تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته.
12 - أن الإنسان إذا كان قد كتب الله عليه شيئاً فإنه لا يخطئه , وأن الله إذا لم يكتب عليه شيء فإنه لا يصيبه.
13 - البشارة العظيمة للصابرين وأن النصر مقارن للصبر.
14 - البشارة العظيمة أيضاً بأن تفريج الكربات وإزالة الشدائد مقرون بالكرب فكلما كرب الإنسان الأمر فرج الله عنه.
15 - البشارة العظيمة أن الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر وقد ذكر الله تعالى ذلك في القرآن فقال تعالى " فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " الشرح/5 - 6 ... فإذا عسرت بك الأمور فالتجئ إلى الله عزوجل منتظراً تيسيره مصدقاً بوعده.
16 - إذا قُدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه , فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب الحقيقي هو الله عزوجل فاعتمد على الله تعالى.
¥