تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروى مسلم في (بَاب تَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ وَإِقَامَتِهَا) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ). وعن أبي هريرة: (قَالَ أَقِيمُوا الصَّفَّ فِي الصَّلَاةِ؛ فَإِنَّ إِقَامَةَ الصَّفِّ مِنْ حُسْنِ الصَّلَاةِ). وعن النُّعْمَان بن بَشِيرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ) .. وفي رواية عن النعمان (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي صُفُوفَنَا حَتَّى كَأَنَّمَا يُسَوِّي بِهَا الْقِدَاحَ حَتَّى رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ ثُمَّ خَرَجَ يَوْمًا فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ، فَرَأَى رَجُلا بَادِيًا صَدْرُهُ مِنْ الصَّفِّ، فَقَالَ: عِبَادَ اللَّهِ لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ).

ومن السنة في تسوية الصف: إلزاقُ المنكب بالمنكب والقَدَم بالقَدَم، كما روى البخاري في (بَاب إِلْزَاقِ الْمَنْكِبِ بِالْمَنْكِبِ وَالْقَدَمِ بِالْقَدَمِ فِي الصَّفِّ، وَقَالَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ: رَأَيْتُ الرَّجُلَ مِنَّا يُلْزِقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صَاحِبِهِ). وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي. وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ). قال ابنُ رَجَب: "حديث أنس هذا يدلُّ على أنَّ تسويةَ الصفوف: محاذاة المناكب والأقدام. وفي حديث النعمان: دلالة على أن الكعب هوَ العظم الناتيء في أسفل الساق، ليس هوَ في ظهر القدم، كما قاله قوم". [فتح الباري لابن رجب 5/ 144]. وقال ابنُ بطال: "هذه الأحاديث تُفسِّرُ قولَه عليه السلام: (تراصُّوا فى الصف)، وهذه هيئةُ التراص، وفيه: أنَّ الكعبَ هو العظمُ الناتئ فى أثر الساق ومؤخر القدم، كما قال أهل المدينة". [شرح ابن بطال 3/ 427]. وقال ابنُ حَجَر رحمه الله: "هَذَا طَرَفٌ مِنْ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الْقَاسِم الْجَدَلِيِّ وَاسْمُهُ حُسَيْن بْن الْحَارِث قَالَ اَلنُّعْمَان بْن بَشِير يَقُولُ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ: (أَقِيمُوا صُفُوفكُمْ ثَلَاثًا، وَاَللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اَللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ. قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْت الرَّجُلَ مِنَّا يَلْزَقُ مَنْكِبه بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ). وَاسْتَدَلَّ بِحَدِيثِ النُّعْمَان هَذَا عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْكَعْبِ فِي آيَةِ الْوُضُوءِ الْعَظْم النَّاتِئ فِي جَانِبَيْ الرِّجْلِ - وَهُوَ عِنْدَ مُلْتَقَى السَّاقِ وَالْقَدَمِ - وَهُوَ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَلْزَقَ بِاَلَّذِي بِجَنْبِهِ، خِلَافًا لِمَنْ ذَهَبَ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْكَعْبِ مُؤَخَّر الْقَدَم، وَهُوَ قَوْلٌ شَاذٌّ يُنْسَبُ إِلَى بَعْضِ الْحَنَفِيَّةِ وَلَمْ يُثْبِتْهُ مُحَقِّقُوهُمْ، وَأَنْكَرَ الْأَصْمَعِيّ قَوْل مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْكَعْبَ فِي ظَهْر الْقَدَم". [فتح الباري 3/ 77].

هذا وبالله التوفيق.

[email protected]

ـ[محمد احمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[29 - 05 - 08, 05:40 م]ـ

جزاكم الله تعالي كل خير

ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[29 - 05 - 08, 05:46 م]ـ

وإياك إن شاء الله أخي الكريم

ـ[أحمد فرغلي عبد القادر]ــــــــ[05 - 06 - 08, 05:34 م]ـ

أن إقامة الصف تسويته بالأقدام، وليس فقط بالمناكب

صدقت و الله أخي الحبيب

زاد البخاري في رواية: (قبل أن يكبر)، وزاد أيضا في آخره: (وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه)

صدقت و الله ......... فوالله الذي لا إله إلا هو إني لأحس إحساسا جميلا جدا عندما يلزق أخي الذي بجواري في الصف قدمه إلي قدمي و استشعر قول الله " ...... صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ "الآية و كم أحزن عندما أحاول أن افعل ذلك مع بعض الناس و أجدهم ينفرون أو يبعدون أقداهم عني مستغربين محاولتي لسد الفجوة بيننا.

و جزاك الله خيرا على هذا الموضوع

ـ[أبو السها]ــــــــ[05 - 06 - 08, 08:47 م]ـ

قولك (باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف)

هل تفهم من هذا أنه أمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم

قولك (وغاية قول أنس هو تفسير لقوله صلى الله عليه وسلم)

بل غاية قول أنس هو كما يقول الحافظ بن حجر رحمه الله في حديث النعمان بن بشير (فرأيت الرجل يلزق منكبه بمنكب صاحبه وركبته بركبة صاحبه وكعبه بكعبه) هي المبالغة في تعديل الصفوف وسد خلله بدليل أن إلزاق الركبة بالركبة حال القيام متعذر

أما قولك (فحذار أيها الأخ الكريم من مثل هذه الأقوال التي يمكن أن تخرج المرء عن المنهج الحق)

ما القول الذي قلتُ حتى كان من الممكن أن أخرج عن المنهج الحق بسببه

اتق الله!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أخي أبا ياسر أنا علقت على كلام قلته أنت بغض النظر عن المسألة التي نحن بصدد مدارستها، فعندما تقول:

"وإنما جاء هذا من فعل الصحابة رضوان الله عليهم فمن كان يتعبد بفعل الصحابة فليفعل والأصل عدم مضايقة المصلين"

فقولك: " من كان يتعبد بفعل الصحابة فليفعل " فإني فهمت منه أنك تنكر على من يتعبد بفعل الصحابة، ولهذا قلت ما قلت، وإن كنت مخطأ في الفهم فمعذرة، وإن كنت مصيبا في الفهم، فأنا عند كلامي الأول، والله يغفر للجميع

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير