ـ[أبو قصي]ــــــــ[23 - 05 - 08, 03:38 م]ـ
الشيخ الفاضل / العتيبي
أكرمك الله تعالى وبارك فيك و نفعنا بعلمك.
هل يمكن أن يكون ما سبق من أسباب هو المبرر لذلك؟!
1. علم أهل الجنة بالحكم الشرعي.
هذا السبب مع كونه موجودًا فعلاً، إلا أنه ليس بسبب حقيقي.
هل العلم بالحكم الشرعي ينافي الحزن المستقر بالنفس؟
المرأة تحيض في الثواني الأخيرة قبل الغروب فتضطر للفطر في رمضان، أليست حزينة في قرارة نفسها، مع (علمها) بالحكم الشرعي؟
2. تسليمهم بالحكمة الربانية.
ألم ترَ إلى محمد صلى الله عليه وسلم كيف حزن على فراق ابنه إبراهيم و بكى عليه، مع تسليمه بالحكمة الربانية؟
3. ونعيمهم وهناؤهم العظيم ينسيهم ما فيه غيرهم من المستحقين للعذاب.
هل من الممكن أن ترى - أو يرى أحدهم - حبيبه أو قريبه في مأزق أو ورطة ثم تراه - هو يتمتع بحياته؟!
هذا من المستحيل عقلاً.
الذي يمكن تصوره هو أن الله عز وجل ينزع الرأفة من قلوب المؤمنين تجاه أقربائهم من أهل النار.
عندها لا يشعر المؤمن - المتنعم بالجنة - بأي أسىً أو حزنٍ تجاه أقربائه أو أحبائه.
و المسألة مطروحة بعد.
صدقتَ.
أبو قصي
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[27 - 05 - 08, 06:48 م]ـ
الفاضل / أبا قصي
بارك الله فيك و نفعنا بعلمك
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[27 - 05 - 08, 06:55 م]ـ
قال تعالى في كتابه الكريم] ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) [/ COLOR]
وهذا من تمام نعيم الجنة، أن ألحق الله بهم ذريتهم، الذين اتبعوهم بإيمان، أي: لحقوهم بالإيمان الصادر من آبائهم، فصارت الذرية تبعا لهم بالإيمان، ومن باب أولى إذا تبعتهم ذريتهم بإيمانهم الصادر منهم أنفسهم. فهؤلاء المذكورون، يلحقهم الله بمنازل آبائهم في الجنة، وإن لم يبلغوها، جزاء لآبائهم، وزيادة في ثوابهم. ومع ذلك، لا ينقص الله الآباء من أعمالهم شيئا. ولما كان ربما توهم متوهم أن أهل النار كذلك، يلحق الله بهم ذريتهم، أخبر أنه ليس حكم الدارين حكما واحدا، فإن النار دار العدل، ومن عدله تعالى أن لا يعذب أحدا إلا بذنب، ولهذا قال:
" كل امرئ بما كسب رهين "
، أي: مرتهن بعمله، فلا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يحمل على أحد ذنب أحد. فهذا اعتراض من فوائده إزالة هذا الوهم المذكور. وقوله:
" وأمددناهم "
، أي: أمددنا أهل الجنة من فضلنا الواسع، ورزقنا العميم
" بفاكهة "
من العنب والرمان والتفاح، وأصناف الفواكه اللذيذة الزائدة على ما به يتقوتون.
" ولحم مما يشتهون "
من كل ما طلبوه واشتهته أنفسهم، من لحوم الطير وغيرها.
" يتنازعون فيها كأسا "
، أي: تدور كاسات الرحيق والخمر عليهم، ويتعاطونها فيما بينهم، وتطوف عليهم الولدان المخلدون بأكواب وأباريق.
" لا لغو فيها ولا تأثيم "
، أي: ليس في الجنة كلام لغو، وهو الذي لا فائدة فيه، ولا تأثيم وهو: الذي فيه إثم ومعصية، وإذا انتقى الأمران، ثبت الأمر الثالث، وهو أن كلامهم فيها، سلام طيب طاهر، مسر للنفوس، مفرح للقلوب، يتعاشرون أحسن عشرة، ويتنادمون أطيب المنادمة، ولا يسمعون من ربهم، إلا ما يقر أعينهم، ويدل على رضاه عنهم ومحبته لهم.
" ويطوف عليهم غلمان لهم "
، أي: خدم شباب
" كأنهم لؤلؤ مكنون "
من حسنهم وبهائهم، يدورون عليهم بالخدمة، وقضاء أشغالهم، وهذا يدل على كثرة نعيمهم وسعته، وكمال راحتهم.
" وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون "
عن أمور الدنيا وأحوالها.
" قالوا "
في ذكر بيان الذي أوصلهم إلى ما هم فيه من الحبرة والسرور.
" إنا كنا قبل "
، أي: في دار الدنيا
" في أهلنا مشفقين "
، أي: خائفين وجلين، فتركنا من خوفه الذنوب، وأصلحنا لذلك العيوب.
" فمن الله علينا "
بالهداية والتوفيق،
" ووقانا عذاب السموم "
، أي: العذاب الحار الشديد حره.
" إنا كنا من قبل ندعوه "
أن يقينا عذاب السموم، ويوصلنا إلى النعيم، وهذا شامل لدعاء العبادة، ودعاء المسألة، أي: لم نزل نتقرب إليه بأنواع العبادات، وندعوه في سائر الأوقات.
" إنه هو البر الرحيم "
، فمن بره ورحمته إيانا أن أنالنا رضاه والجنة، ووقانا سخطه والنار.
تفسير السعدي
¥