تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(المنتقى من مسموعاته له بمرو) (ق 37/ 2) عن أبي علي الأنصاري ثنا عبيد الله ابن منصور الصباغ ثنا أحمد بن صالح - ولم يكن هذا الحديث إلا عنده - ثنا عبد الله ابن وهب عن يونس بن يزيد عن الزهري به بلفظ: (من أدرك الإمام وهو راكع فليركع معه وليعتد بها من صلاته). وهذا إسناد واه جدا فإن أبا علي الأنصاري هذا اسمه محمد بن هارون بن شعيب بن إبراهيم بن حيان وقد قال الذهبي: عن عبد العزيز الكتاني: (كان يتهم). فلا يصلح للأستشهاد. ومما يقوي الحديث جريان عمل جماعة من الصحابة عليه: أولا: ابن مسعود فقد قال: (من لم يدرك الإمام راكعا لم يدرك تلك الركعة). أخرجه البيهقي (2/ 90) من طريقين عن أبي الأحوص عنه. قلت: وهذا سند صحيح

وروى ابن أبي شيبة في (المصنف) (1/ 99 / 1 - 2) والطحاوي (1/ 231 - 232) والطبراني (3/ 32 / 1) والبيهقي (2/ 90 - 91) عن زيد ابن وهب قال: خرجت مع عبد الله من داره إلى المسجد فلما توسطنا المسجد ركع الإمام فكبر عبد الله ثم ركع وركعت معه ثم مشينا راكعين حتى انتهينا إلى الصف حتى رفع القوم رؤوسهم قال: فلما قضى الإمام الصلاة قمت وأنا أرى أني لم أدرك فأخذ بيدي عبد الله فأجلسني وقال: إنك قد أدركت). قلت: وسنده صحيح. وله في الطبراني طرق أخرى. ثانيا: عبد الله بن عمر قال: (إذا جئت والإمام راكع فوضعت يديك على ركبتيك قبل أن يرفع فقد أدركت). أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 94 / 1) من طريق ابن جريج عن نافع عنه. ومن هذا الوجه أخرج البيهقي إلا أنه قرن مع ابن جريج مالكا ولفظه: (من أدرك الإمام راكعا فركع قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدرك تلك الركعة). قلت: وإسناده صحيح. ثالثا: زيد بن ثابت كان يقول: (من أدرك الركعة قبل أن يرفع الإمام رأسه فقد أدرك الركعة). رواه البيهقي من طريق مالك أنه بلغه أن عبد الله بن عمر وزيد بن ثابت كانا يقولان ذلك. وأخرج الطحاوي (1/ 232) عن خارجة بن زيد بن ثابت. (أن زيد بن ثابت كان يركع على عتبة المسجد ووجهه إلى القبلة ثم يمشي معترضا على شقه الأيمن ثم يعتد بها إن وصل إلى الصف أو لم يصل)

قلت: وإسناده جيد. وقد أخرجه هو والبيهقي (2/ 90 و 91) من طرق أخرى عن زيد نحوه ويأتي إحداها قريبا. رابعا: عبد الله بن الزبير قال عثمان بن الأسود: (دخلت أنا وعمرو بن تميم المسجد فركع الإمام فركعت أنا وهو ومشينا راكعين حتى دخلنا الصف فلما قضينا الصلاة قال لي عمرو: الذي صنعت آنفا ممن سمعته؟ قلت: من مجاهد قال: قد رأيت ابن الزبير فعله). أخرجه ابن أبي شيبة ورجاله ثقات غير عمرو بن تميم بيض له ابن أبي حاتم وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال البخاري: (في حديثه نظر). خامسا: أبو بكر الصديق. عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أبا بكر الصديق وزيد بن ثابت دخلا المسجد والإمام راكع فركعا ثم دبا وهما راكعان حتى لحقا بالصف. أخرجه البيهقي وإسناده حسن لكن أبا بكر بن عبد الرحمن لم يدرك أبا بكر الصديق فهو عنه منقطع إلا أنه يحتمل أن يكون تلقاه عن زيد بن ثابت. وهو عن زيد صحيح ثابت فإنه ورد عنه من طرق أخرى تقدم بعضها قريبا. والخلاصة أن الحديث بشاهده المرسل وبهذه الآثار حسنه يصلح للاحتجاج به والله أعلم. (فائدة): دلت هذه الآثار الصحيحة على أمرين: الأول: أن الركعة تدرك بإدراك الركوع ومن أجل ذلك أوردناها. الثاني: جواز الركوع دون الصف وهذا مما لا نراه جائزا لحديث أبي بكثرة أنه جاء ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) راكع دون الصف ثم مشى إلى الصف فلما قضى النبي (صلى الله عليه وسلم) صلاته قال: أيكم الذي ركع دون الصف ثم مشى إلى الصف؟ قال أبو بكرة: أنا فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) زادك الله حرصا ولا تعد). أخرجه أبو داود وغيره بإسناد صحيح كما بينته في (صحيح أبي داود)

(685) وهو عند البخاري أخصر منه. فالظاهر أن الصحابة المذكورين لم يبلغهم هذا الحديث وذلك دليل على صدق القول المشهور عن مالك وغيره: (مامنا من أحد إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر (صلى الله عليه وسلم). ثم رجعت عن ذلك إلى ما ذكرنا عن الصحابة لحديث عبد الله بن الزبير في أن ذلك من السنة وهو صحيح الإسناد كما بينته في (سلسلة الأحاديث الصحيحة). (تنبيه) روى البخاري في جزء القراءة (ص 24): حدثنا معقل بن مالك قال: حدثنا أبو عوانة عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: (إذا أدركت القوم ركوعا لم تعتد بتلك الركعة). فهذا سند ضعيف من أجل عنعنة ابن إسحاق ومعقل فإنه لم يوثقه أحد غير ابن حبان. وقال الأزدي: متروك. لكن رواه البخاري في مكان آخر منه (ص 13) عن جماعة فقال: حدثنا مسدد وموسى بن إسماعيل ومعقل بن مالك قالوا: حدثنا أبو عوانة به لكن بلفظ: (لا يجزئك إلا أن تدرك الإمام قائما). ثم قال البخاري: حدثنا عبيد بن يعيش قال: حدثنا يونس قال: حدثنا [أبن] إسحاق قال: أخبرني الأعرج به باللفظ الثاني. فقد ثبت هذا عن أبي هريرة لتصريح ابن إسحاق بالتحديث فزالت شبهة تدليسه. وأما اللفظ الأول فلا يصح عنه لتفرد معقل بن مالك به ومخالفته للجماعة في لفظه ولذلك لم أستحسن من الحافظ سكوته عليه في (التلخيص) (ص 127). وثمة فرق واضح بين اللفظين فإن اللفظ الثابت يعطي معنى آخر لايعطيه اللفظ الضعيف ذلك لأنه يدل على أنه إذا أدرك الأمام قائما ولو لحظة ثم ركع أنه يدرك الركعة هذا ما يفيده اللفظ المذكور والبخاري ساقه في صدد إثباته وجوب قراءة الفاتحة وأنه لا يدرك الركعة إذا لم يقرأها وهذا مما لا يتحمله هذا اللفظ كما هو ظاهر. والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير