تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- أهم ما يجب أن يلتزمه الطلبةُ مع مَشايخهم وعلمائهم عموماً: هو الاعتدال وعدمَ الغلُو، فإذا عَلم الطالب أن شيخَه وغيره من العلماء، غيرُ معصومين، وأنه يُتوقع منهم الخطأُ والجهلُ والنسيان، وربما تَبدُر منهم بوادرُ لا يجوز السكوتُ عنها، ففي هذه الحالة يَجب الجهرُ بالحق والتنبيهُ على الخطأ، مع مراعاة الحمد والأدب، أما إذا كان الطالبُ ينظر إلى شيخه نظرةَ تقديس، وأنه فوق النقد اللاّزم، فهذا قد اختار الضلال ونالتْه لوثةُ صوفية.

- لقد مني العالم الإسلامي بقبض الكثير من العلماء في الآونة الأخيرة؛ فهل ترى هناك من شخصيات تخلف تلك الرموز التي غابت مثل الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين رحمهم الله؟

- العلماء الرموز الذين استأثر الله بهم كانت الخسارةُ بهم فادحةً ـ ولا شك ـ لما لهم من بالغ الأثر في الدعوة والتقويم، والجهادِ الدائبِ المتواصل، رغم الأعاصير والعراقيل في الداخل والخارج، خصوصاً من كان منهم مُجدداً في ميدانه دون مُدافع، كأبي عبدالرحمن ناصر الدين الألباني، وقد عشنا عقوداً من السنين لا نَسمع في العالَم الإسلامي من يَفْري فَريَه، ويَنفع نفعَه، وإنما هو التقليدُ رانَ على العقول، والجمودُ غال الفكر وحدَّ من حركته، وما إن ظهر الشيخ – نوّر اللهُ ضريحه- حتى رأينا وسَمعنا ما لا عهد لنا به من تحرير وتحقيق وتدقيق، تَجلّى هذا في مشروع الشيخ الرائد – تقريب السنة بين يدي الأمة – وقد مشَى فيه أشواطا – وهو فرد- تَعجزُ عنها الجماعة، وقد أخرجت مدرسة الشيخ المباركة كوكبةً من كهولِ وشباب المحدثين أعادوا لنا ذكرى جهابذة علوم السنة، والأمل معقودٌ عليهم – بعد الله تعالى - في استكمال ما بدأه الشيخُ من خدمة الحديث وتصفيته من الدخيل، حتى يتحقق ما كان ينادي به من التصفية والتربية اللتين لا يتحقق إصلاحٌ ولا نهضة بدونهما.

- لكم جهاد كبير ـ شيخناـ في محاربة التصوف الغالي والبدعة بكل أنواعها؛ فهل تعتقدون أن المحيط الإسلامي يستجيب لدعاة الإصلاح والالتزام بنهج النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل ترون الدعاة قد قاموا بواجبهم تجاه نصرة السنة؟

- التصوف، هذا الأخطبُوط والسرطان الفتَّاك، هو المسؤول الأول ـ بعد فشل كلّ محاولة في محاربته والقضاء عليه – عن تأخُّر المسلمين وقعودهم عن اللَّحاق بركب الحضارة السليمة الصالحة، والتقدم العلمي الذي لا حياةَ كريمة بدونه، بما بثَّه ويبثُّه في النفوس والعقول من الخنوع والخضوع والخمولِ والذل، وإلغاءِ وظيفةِ العقل، والغُلو في البشر وتألِيهِهم وما إلى ذلك مما تطفح به مصادرُه القديمة والحديثة من مصائبَ وتعاليمَ وثنية على رأسها: عقيدة الاتحاد والحلول، ووحدة الوجود، التي لا تصوفّ بدونها، والتي يُدَندِنُ حولها جميعُ مشايخ الصوفية المشهورين، وزاد الطينَ بَلَّةً سكوتُ العلماء عن هذا البَلاء الماحق، بل وتأييدُ عدد كبير منهم لهم ـ شفقةً من الإرهاب الفكري الذي يمارسه عليهم الصوفية ويتواصون به ـ ومن الكلمات الشائعة بين العامة في هذا المجال قولُهم:" سلَّم للخَاوي تنْج من العَامِر ".

واستجابةُ الناس ـ ولا سيما الشباب ـ للدُّعاة الصالحين محدودةٌ لأسباب كثيرة على رأسها تأييدُ بعض ذوي الشأن للصوفية لحاجة في نفس يعقوبَ، وفيما يتعلق بالشباب: غِِرَّتُه والبطالةُ واستيلاءُ اليأْس عليه، فهو بين أمرين: إما الثورة على الكُل والإلحادُ والتحررُ من الدين والقيمِ، أو الارتماء في أحضان الزوايا والشيوخ الذين يبشرونَه بنعيم الولاية والعرفان، ولكن بعد الخلوة وفقدان العقل والإيمان، ولله عاقبة الأمور .. وأنا أقول هذا بعد تجربة شخصية، ودراسة ميدانية، ومعرفة كافية بالتصوف، ومخالطة لطرق شتَّى منه ولأهلها، ولا يغرنَّك ما يردده المغفلون من التحلية والتخلية، والأحوال الربانية، فإن الصالح من ذلك هو مقام الإحسان الذي جاء في حديث جبريل، وهو من الدين الإسلامي الخالص، وقد كان هذا مضمن البعثة المحمدية قبل أن يُخلق التصوف اللَّقيط.

- مجهوداتكم شيخنا " بو خبزة" في مجال الحفاظ على المخطوطات في المغرب العربي ذاع صيتها في العالم الإسلامي، فهل لكم أن تحدثونا عن مثال أو أمثلة لتلك المخطوطات النادرة التي قيضكم الله تعالى لحفظها من الضياع والاندثار؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير