تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[احتضار الليبرالية وأخواتها]

ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[26 - 05 - 08, 01:28 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الذين قدموا الإسلام كحل لخروج البشرية من وضعها التعيس، يقدمونه عمليا عن طريق نماذج بشرية غيرت مجرى التأريخ، كما يقدمونه عن طريق شرائع ربانية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها تنزيل من حكيم حميد.

هل ينكر عاقل مهما كانت ملته أثر الرسل في صلاح الكون!

على رأس هؤلاء الرسل يأتينا مقدمهم وأفضلهم نبينا محمد عليه وعلى إخوانه أفضل الصلاة والتسليم.

ثم يأتي بعد ذلك صحابته الذين حملوا الدين عنه مباشره ونقلوه إلينا بكل أمانة.

ثم يأتي بعد ذلك أئمة الهدى من علماء المسلمين الذين تحملوا حفظ الشريعة. وكل واحد من هؤلاء العلماء والمصلحين يكون أثره في الإصلاح على قدر اقتفائه لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

عندما سقطت الخلافة الإسلامية وقويت شوكة أعداء الإسلام ظهرت في العالم الإسلامي كثير من المذاهب التي يدعي كل منها أنه هو الذي سينهض بالأمة ويقودها إلى بر الأمان، فهذا قومي وهذا شيوعي وهذا ليبرالي هذا علماني .... الخ.

لم تنطل توجهات هذه المذاهب على علماء الشريعة لأنهم يزنون الناس بميزان ثابت لا يتغير. لكن انطلى أمر هذه المذاهب على عامة الناس. ولم تسلم بقعة من بقاع المسلمين من أذى هذه المذاهب الهدامة، فمستقل ومستكثر.

نقطة الضعف القاتلة في هذه المذاهب أنها بنيت على شفا جرف هار، وأنها تحاول إقناع الناس بتقديم النموذج الغربي أو الشرقي لهم على أنه المخرج الوحيد ولا شيء غير هذا.

وبما أن النموذج الغربي والشرقي كان لهما بريق في الفترة الماضية في ظاهر الحال انخدع كثير من المسلمين بهؤلاء الدعاة وانضموا إلى ركابهم.

ويأبى الله سبحانه وتعالى إلا أن تسقط الأقنعة ويظهر الصادق من الكاذب لجميع الناس (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال30.

كيف سيجيب دعاة المذاهب المناوئة للإسلام عن تصرفات قدواتهم في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من البلاد التي تئن من الظلم وتدمير الحرث والنسل بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ؟

كيف سيجيب دعاة الحرية والليبرالية عن السقوط الرهيب في المستوى الأخلاقي الذي عم البلاد التي يأمونها بأبدانهم وقلوبهم؟

لقد أظهر الله عوار الغرب لكل أحد فلا مجال لإقناع أبسط الناس بأنهم هم القدوات وأن الطريق طريقهم فعلى هؤلاء الدعاة أن يبحثوا عن حل آخر، ولا حل غير الرجوع إلى الإسلام فباب التوبة مفتوح ومن أقبل على الله قبله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ) آل عمران118.

قال صلى الله عليه وسلم (وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري).

لقد وصلت هذه المذاهب ودعاتها إلى مرحلة الاحتضار، فهي تنازع البقاء وأنى لها ذلك وقد ماتت مصادرها ونضبت عن إمدادها. وما نراه من صياح وإجلاب من قبل هذه المذاهب في هذه الإيام على الإسلام وأهله إنما هو منازعة الموت التي لا تطول (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة32. فهل من معتبر!!

اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا وتولنا في الدنيا والآخرة.

والسلام

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير