تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الغلو في التساهل (الشيخ صالح الفوزان)]

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 05 - 08, 03:11 ص]ـ

الحمد لله وبعد: فقد كثرت الحملات والاستنكارات على الغلو في الدين. وهي حملات واستنكارات بحق. لأن الغلو في الدين منهي عنه في الكتاب والسنة والإجماع قال تعالى: ((قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في ديناكم غير الحق)) وفي الآية الأخرى: ((يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق)) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (وإياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) والغلو في الدين هو الزيادة عن الحد المشروع فيه. وقد يكون غلواً في العبادة كحال الثلاثة الذين قال أحدهم: أصلي ولا أنام وقال الثاني: أصوم ولا أفطر وقال الثالث: لا أتزوج النساء. ويكون غلواً في الأحكام بأن يجعل المستحب بمنزلة الواجب ويكون غلواً بالحكم على مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك بالكفر والخروج من الملة. وقد يكون غلواً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كغلو المعتزلة بخروجهم على ولاة أمور المسلمين بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وكالغلو في التحليل والتحريم بأن يحرم الحلال أو يحلل الحرام. فالغلو في الدين بجميع أنواعه محرم وقد يخرج من الدين ويسبب الهلاك كما أهلك من كان قبلنا ولا أحد يشك في ذلك ممن أتاه الله الفقه في الدين والبصيرة في الأحكام فأنزل الأمور في منازلها.

ولكن هناك من هو على النقيض من غلو الزيادة في ا لدين فهناك من غلا في التساهل وا لتسامح في الدين ولا شك أن ديننا دين السماحة ورفع الحرج والاعتدال. ولكن يجب أن يكون هذا التسامح في حدود ما شرعه الله من الأخذ بالرخص الشرعية عند الحاجة إليها والدين كله ولله الحمد ليس فيه أصار ولا أغلال: ((لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)) ((وما جعل عليكم في الدين من حرج)) ((ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج)) ولكن الغلو في التسامح يكون بالخروج عما شرعه الله وهذا لا يسمى تسامحاً وإنما هو الحرج نفسه. فإلغاء أصل الولاء والبراء في الإسلام والتسوية بين المسلم والكافر بحجة التسامح – وإلغاء تطبيق نواقض الإسلام على من انطبقت عليه كلها أو بعضها – والتسوية بين الأديان – كالتسوية بين الإسلام واليهودية والنصرانية بل بين الأديان كلها من وثنية والحادية والقول بأن لا إله إلا الله لا تقتضي الكفر بالطاغوت ولا تنفي ما عدا الإسلام من الأديان الباطلة كما تفوه به بعض الكتاب في بعض صحفنا المحلية كل هذه الأمثلة غلو في التساهل ووالتسامح؛ يجب إنكاره. كما يجب إنكار الغلو في الزيادة في الدين. بل قد يكون الغلو في التسامح والتساهل أشد خطراً من الغلو بالزيادة في الدين. لأن الغلو في التساهل والتسامح إلى حد يجعل الدين الكافر مساوياً للدين الحق كفر بإجماع المسلمين بخلاف الغلو في الزيادة فإن كثيراً من العلماء يرى أنه ضلال ولا يصل إلى حد الكفر.

وقد ذكر العلماء أن من نواقض الإسلام من لم يكفر الكافر أو يشك في كفره.

فعلى من وقع في هذه الزلات الخطرة أن يتبصر في أمره ويراجع الصواب فإن الرجوع إلى الحق فضيلة. والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.

وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

المصدر ( http://http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=117)

ـ[أبو الفتح الزواري]ــــــــ[26 - 05 - 08, 04:39 ص]ـ

نقل جميل بوركت

ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 05 - 08, 03:11 م]ـ

نقل جميل بوركت

وفيك بارك الله

ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 05 - 08, 05:11 م]ـ

بارك الله فيكم أخي الحبيب، وأسأل الله أن يجزي الشيخ صالح الفوزان خير الجزاء.

قال الشيخ عبدالملك بن محمد بن عبدالرحمن بن قاسم حفظه الله تعالى (حفيد جامع فتاوى شيخ الإسلام) في كتابه الماتع:

(العالم العابد / محمد بن عبدالرحمن بن قاسم رحمه الله):

"وزاره في عصر جمعة الدكتور عبدالرحمن اللويحق وأهدى إليه كتابه «الغلو في الدين» فقال الوالد - بعد أن وقعت عينه على العنوان -:

«وأين التقصير؟».

وكأنه ـ رحمه الله ـ يرى كثرة الحديث عن الغلو وترك التقصير وهما طرفا نقيض لهذا الدين.

قال الدكتور عبدالرحمن اللويحق: هذه رسالة دكتوراه ".

ـ[أنس الشهري]ــــــــ[28 - 05 - 08, 10:24 م]ـ

ُينظر كتاب "منهج التيسير المعاصر دراسة تحليلية نقدية"

فهو يتحدث عن الغلو في التساهل عند المعاصرين

وهي رسالة جامعية بكلية الشريعة في الرياض

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير