تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وجوب توقير القرآن العظيم]

ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[31 - 05 - 08, 02:54 م]ـ

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد،

فمن المصائب العظيمة التي عمت بها البلوى في هذا الزمان:

إمتهان آيات الله تبارك وتعالى))

خصوصا التي تتضمنها الصحف والكتب المدرسية وغيرها، فتلقى في الشوارع وفي حاويات القمامة، عياذا بالله. وما هذا إلا لقلة التقوى عند الناس وما نتج عنه من الجهل العظيم المطبق ......

فأوصي نفسي وإخواني في الله تعريف الناس بحرمة ذلك وإنه لمن الأقبح الأمور

فلنكن اخي الحبيب من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر في هذا الباب وغيره وأعلم أن تنبيه الناس لهذه المسألة، ونشر العمل على توقير كلام الله تعالى وأسمائه وصفاته، من أعظم القرب إلى الله تعالى وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم يقول: (من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص من أوزارهم شيئاً) أخرجه مسلم في الصحيح.

وعن ابن عمر قال: أتَى نفر من اليهود، فدعَوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القُفِّ فأتاهم في بيت المِدْارس، فقالوا: يا أبا القاسم، إن رجلا منا زنى بامرأة، فاحكم قال: ووضعوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسادة، فجلس عليها، ثم قال: "ائتوني بالتوراة". فأتي بها، فنزع الوسادة من تحته، ووضع التوراة عليها، وقال: "آمنت بك وبمن أنزلك". ثم قال: "ائتوني بأعلمكم". فأتي بفتى شاب، ثم ذكر قصة الرجم نحو حديث مالك عن نافع. (5)

رواه أبو داوود

فهكذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع التوراة وفيها تحريف، أن نزع الوسادة التي وضعت له ووضعها عليها، فما بالنا نرى القرآن الغض الذي لم يشب يرمى في القاذورات وعلى قارعة الطريق!

فتوى الشيخ بن باز في هذا الشأن (من مجموعة فتاوى الشيخ بن باز/ المكتبة الشاملة):

حرمة القرآن الكريم (1)

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين , نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فإن القرآن كلام الله تعالى , أنزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هدى ونورا للعالمين إلى يوم القيامة , وقد أكرم الله صدر هذه الأمة بحفظه في الصدور , والعمل به في جميع شئون الحياة , والتحاكم إليه في القليل والكثير , ولا يزال فضل الله سبحانه ينزل على بعض عباده , فيعطون القرآن حقه من التعظيم والتكريم حسا ومعنى , ولكن هناك طوائف كبيرة وأعدادا عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام حرمت من القيام بحق القرآن العظيم وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم , وأخشى أن ينطبق على كثير منهم قوله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (2) إذ أصبح القرآن لدى كثير منهم مهجورا , هجروا تلاوته , وهجروا تدبره والعمل به فلا حول ولا قوة إلا بالله , ولقد غفل كثير منهم عما يجب من التعظيم والتكريم لكلام رب العالمين.

ولقد عمت بلاد المسلمين المنشورات والصحف والمجلات وكثيرا ما تشتمل على آيات من القرآن الكريم في غلافها أو داخلها , لكن قسما كبيرا من المسلمين حينما يقرؤون

تلك الصحف يلقونها فتجمع مع القمائم وتوطأ بالأقدام , بل قد يستعملها بعضهم لأغراض أخرى حتى تصيبها النجاسات والقاذورات , والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ} (1) {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ} (2) {لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} (3) {تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (4) والآية دليل على أنه لا يجوز مس القرآن إلا إذا كان المسلم على طهارة كما هو رأي الجمهور من أهل العلم , وفي حديث عمرو بن حزم الذي كتبه له رسول الله: «أن لا يمس القرآن إلا طاهر» (5). ويروى عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر» وروي عن سلمان رضي الله عنه أنه قال: (لا يمس القرآن إلا المطهرون) فقرأ القرآن ولم يمس المصحف حين لم يكن على وضوء. وعن سعد أنه أمر ابنه بالوضوء لمس المصحف.

فإذا كان هذا في مس القرآن العزيز , فكيف بمن يضع الصحف التي تشتمل على آيات من القرآن العزيز سفرة لطعامه ثم يرمي بها في النفايات مع النجاسات والقاذورات , لا شك أن هذا امتهان لكتاب الله العزيز وكلامه المبين.

فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على الصحف والكتب وغيرها , مما فيه آيات قرآنية , أو أحاديث نبوية أو كلام فيه ذكر الله أو بعض أسمائه سبحانه , فيحفظها في مكان طاهر وإذا استغنى عنها دفنها في أرض طاهرة أو أحرقها , ولا يجوز التساهل في ذلك حيث إن الكثير من الناس في غفلة عن هذا الأمر , وقد يقع في المحذور جهلا منه بالحكم , رأيت كتابة هذه الكلمة تذكيرا وبيانا ....... )

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير