تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الانتصار للإمام الحافظ أبي الحسن بن القصار]

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[01 - 06 - 08, 09:29 م]ـ

[الانتصار للإمام الحافظ أبي الحسن بن القصار]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان

الامام الحافظ أبو الحسن بن القصار 378 هـ

هو أبو الحسن على بن أحمد المعروف بابن القصار البغدادي، الأبهري الشيرازي، شيخ الفقهاء، المالكي الأصولي الحافظ، ولي قضاء بغداد. تفقه بأبي بكر الأبهري وغيره، وبه تفقه أبو ذر الهروي والقاضي عبد الوهاب بن نصر ومحمد بن عمرو س وحمل عنه كتبه و أبو سعيد الخليل بن أحمد البستي الشافعي و غيرهم. قال أبو ذر: هو أفقه من رأيت من المالكيين، وكان ثقة، قال أبو إسحاق الشيرازي: تفقه بالأبهري. وله كتاب في مسائل الخلاف. لا أعرف للمالكيين كتاباً في الخلاف أحسن منه. وكان أصولياً نظاراً،ولعله يعني كتابه المسمى: عيون الأدلة وإيضاح الملة في الخلافيات، يروي عن أبي الحسن علي بن المفضل السامري توفي فيما قيل: سنة ثمان وسبعين وثلاثماية378 هـ. قال القاضي عبد الوهاب: تذاكرت مع أبي حامد الإسفراييني الشافعي، في أهل العلم. وجرى ذكر أبي الحسن ابن القصار، وكتابه في الحجة لمذهب مالك. فقال لي: ما ترك صاحبكم، لقائل ما يقول.

حكاية

وزوّج عضد الدولة ابنه، من بنت بعض ملوك الديلم، وأحضر جميع أهل بغداد وقضاتها، فلم يرَ الأبهري فيهم. فوجه إليه بعض وزرائه، يعزم عليه في حضور مجلسه، وإن احتاج الى محفة حمل فيها. فوصل إليه، فأخبره بعزيمة الملك، وأحضر له بغلة ومحفة يجلس فيها، ويحمل فيها إن لم يقدر يركب. فلما رأى العزيمة خرج متوكئاً على علي بن عمر بن القصار، وعبيد الله بن الحسن بن الجلاب، كبيري أصحابه، حتى أتى الدجلة والوزير يمشي بين يديه، يقرب إليه مركب، فعدل عنه الأبهري الى سمارية ركبها مع صاحبيه، ووصل القصر، فوجده محتفلاً، فجلس حيث انتهى به المجلس. فلما رأى الملك وزيره الموجه فيه، سأله، فأعلمه بوصوله، فقال له: قرّبه. فقرّبه، والملك وجميع الناس قيام إلا شيخاً من ملوك الديلم جالساً بين يدي الملك. فأمر الملك الأبهري بالجلوس مع الشيخ. وقرئ كتاب الصداق، وأمر الملك بوضعه في كتاب الأبهري والشهادة فيه، ثم كتب الناس بعده. فلما تمت الشهادات أدخل الناس الى مجالس الطعام. قال الأبهري: فوجدت فرصة الى النهوض، فسلمت على الملك وانصرفت، ولم آكل لهم طعاماً. قال ابن فطيس: وجدت بخط الأبهري: الدين عز، والعلم كنز، والحلم حرز، والتوكل قوة.

وقد وصف الإمام المازري الحافظ ابن القصار بأنه من حذاق الأصحاب

قال ابونصر: وكفى بها شهادة من الإمام المتقن الحاذق المازري الصقلى،ولايعرف الفضل من الناس إلا ذووه

وقد علم العام والخاص أن الإمام ابن القصار جليل القدر عظيم الخطر وليس في مذهب المالكيين فحسب بل في الإسلام، ألا ترى أن الشافعية والحنفية يأخذون بأقواله وردوده؟

قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:

إذا قال لم يترك مقالاً لقائلٍ ... بمنطلقاتٍ لا ترى بينها فصلا

شفى وكفى ما في النّفوس فلم يدع ... لذي إربةٍ في القول جدّاً ولا هزلا

فان قيل:- الاعتناء بمصنفات الأئمة واعتبار أقوالهم لا يخضع فقط لكون ذلك العالم ذا مكانة علمية وحسب -

قال ابونصر: ليس هذا بالقول المرضي لكون بعض من خالف من المالكيين وصلتنا أقوالهم واجتهاداتهم وكثر الاعتناء بأقوالهم كالشيخين يوسف بن عمر و الجزولي ويظهر ذلك جليا في تقييدات الطلبة عنهما رحمهما الله وهي على هذا معتمدة خاصة عند شراح الرسالة فبان بهذا التقييد سقوط قولهم في أن الحافظ ابن القصار لا يعتبر من أقواله إلا ما وافق فيه قواعد وأصول المذهب، حتى يعتمد كلامه؟ بل إن جل كلامه معتمد والذي يدل على ما قلناه اعتبار المتأخرين اقواله في الخلاف داخل المذهب

قال ابونصر: والكلمة التي نقلتها عن الإمام الاسفراييني، تدل على مدى اعتبار مصنفاته في الفقه والخلاف والجدل * بل هو رحمه الله إمام أهل النظر وفقيه فقهاء الإسلام وشيخ الفقهاء وكبيرهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير