والجواب: أن المسعى يحدده ما بين الصفا والمروة طولا وعرضا وقد توارثته الأجيال على هذا الوضع فلا يجوز الزيادة فيه إلا بدليل. فالدليل على مدعي جواز الزيادة لا على من ينفيها لأن من ينفيها معه الأصل وهو بقاء ما كان على ما كان تعظيما لشعائر الله.
4 - قولهم ما قارب الشيء أعطي حكمه وللزيادة حكم المزيد.
والجواب عن ذلك: أن المشاعر توقيفية لا يجوز فيها القياس بأن يزاد عليها ما ليس منها وإلا لجازت الزيادة في مساحة الكعبة والجمرات ومنى وعرفات-فيحصل التلاعب بشعائر الله تبعا لاختلاف وجهات النظر.
5 - قولهم المطاف تجوز توسعته فتجوز توسعة المسعى.
والجواب عن ذلك: أن الطواف شرع حول البيت العتيق ولم يحدد إلا بكونه داخل المسجد، قال تعالى: (وليطوفوا بالبيت العتيق) وأما المسعى فهو محدد بما بين الصفا والمروة لا يخرج عنهما، قال تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما)
6 - قالوا في توسعة المسعى دفع للحرج الحاصل من الزحام. والله جل وعلى قال: (وما جعل عليكم في الدين من حرج).
والجواب:
أولا: أنه لم يحصل ولله الحمد والمنة في السعي زحام فيه خطورة. وإنما يحصل زحام عادي محتمل ولوا أخلي المسعى من المارة المعترضين ومن المصلين والجالسين فيه لما حصل زحام يخشى منه الخطر.
ثانيا: يمكن تدارك الزحام في السعي بأمور منها:
1. تفويج الساعين كما فوج الحجاج في رمي الجمرات وجربت فائدته.
2. يعمل بقرار هيئة كبار العلماء فتزاد الأدوار فوق المسعى ليتوزع السعي فيها وسيزول الزحام بإذن الله ويبقى المشعر على حاله من غير زيادة ولا تصرف فيه.
7 - استدلوا بشهادة الشهود بامتداد الصفا والمروة تحت الأرض أكثر من الموجود الآن.
والجواب عن ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن يقال أين هؤلاء الشهود وقت تحديد المسعى على يد اللجنة الشرعية برئاسة الشيخ محمد بن إبراهيم؟ لماذا لم يدلوا بشهادتهم حينذاك؟
الوجه الثاني: أن الشهود لم يقولوا أدركنا الناس يسعون خارج الحد الشرقي الذي وضعته العمارة الحديثة على عهد الملك سعود وأن المسعى قد اختزل بعد ذلك.
الوجه الثالث: أن المعتبر من الصفا والمروة ما ارتفع وعلا حتى صار مشعرا بارزا. وأما ما اختفى تحت الأرض فلا يعتبر مشعرا لعدم بروزه ووضوحه فالشعائر هي العلامات الواضحة البارزة. وديننا ولله الحمد لم يبن على علامات خفية. بل شأنه الوضوح في كل شيء ومنها حدود المسعى.
الوجه الرابع: أن هذه الزيادة قد أجمع المسلمون في مختلف العصور على تركها ففي بحثها والتنقيب عنها مخالفة للإجماع العملي المتوارث بين المسلمين.
8 - قالوا إن الجموع التي حجت مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يمكن أن تسعى جميعا في هذا المكان الضيق.
والجواب عن ذلك أن يقال: ليس عندكم دليل على أنهم سعوا في وقت واحد. ثم لو قدر ذلك فكم عدد الذين يسعون الآن في أدوار المسعى. إنهم يبلغون مئات الألوف ولم ينجم عن ذلك أي خطر وإلا فبينوا لنا كم مات في المسعى من خطر الزحام؛ ولا شيء ولله الحمد.
وأخيرا أطلب من خادم الحرمين -حفظه الله- أن ينفذ قرار هيئة كبار العلماء في زيادة الأدوار فوق المسعى وستزول المشكلة بإذن الله- إن كان هناك مشكلة- وأرجو منه -حفظه الله- أن تحول الزيادة التي عملت خارج المسعى إلى مصلى للناس بدل أن يصلوا أو يجلسوا في المسعى فيضايقوا الساعين وأن يفرغ المسعى للساعين فقط.
اللهم وفق ولاة أمورنا لما فيه الخير والصلاح للإسلام والمسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
الموقع الرسمي للشيخ صالح الفوزان ( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=120)
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[03 - 06 - 08, 06:57 ص]ـ
بارك الله في شيخنا الفوزان
مقال مختصر ومركّز وواضح.
ثبته الله على الحق وقول الحق
حقاً إننا نعيش في وقت الغربة وتحكم الأهواء
لقد أحدث في الدين محدث لم يسبق حدوثه في التاريخ
أيّ جسارة وجرأة عند ولاة هذا الزمن!!
حسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[03 - 06 - 08, 12:58 م]ـ
انا معك يا اخي 100%%%%
كنت اخذ كل شهر عمره وبسبب الخلاف امتنعت عن هذه الشعيره الكبيرة نقول الله المستعان
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[17 - 07 - 08, 06:38 م]ـ
ما العمل إذا إخواني؟
هل نوقف أداء العمرة والحج؟
أجيبوني يرحمكم الله