تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فتحت باب المغسله وكل الاخوان الذين كانوا بالخارج دخلوا عليه وكل واحد منهم ينظر اليه كان يقبله على جبينه، ودموعه على خده، ومن ثم غطيت وجهه ثم حملناه وادخلناه المسجد قبل صلاة الظهر بساعة وكان حينها لم نكمل صفا واحدا في المسجد وبعد رفع الاذان واقامة الصلاة وضعنا الجنازة امام الامام وصلينا على هذا الشاب وبع الانتهاء نظرت الى الخلف فاذا بالمسجد يمتلئ بالمصلين ولم يكتفوا بذلك حتى الملحق التابع امتلئ حتى انهم اغلقوا الممرات والطريق المؤدية للمسجد ولو رأيتم جنازة هذا الشاب وهي تخرج من المسجد مسرعة كانها تطير لوحدها، ولو رأيت جنازة هذا الشاب وهي تمشي مسرعة وتسابق الاخوان على قبره وانزلوه ووضعوه على جنبه الايمن باتجاه القبلة ثم حلو الاربطة وقاموا بتغطية هذا القبر، وحطوا التراب عليه، يقول احد المقربين له: ان عمر هذا الشاب 28 سنة لم يتزوج، من ان ياتي من عمله ويتناول طعام الغداء ثم يسمع المؤذن يأذن للصلاة ويذهب الى المسجد وينتظر فيه من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب، ماذا يفعل؟ من بعد صلاة العصر حتى صلاة المغرب؟ انه يقوم بتحفيظ الاطفال القرأن الكريم في المسجد، اسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة.

الوقفة الثانية:

هذه القصة يا اخوان تذكرني في قوله تعالى {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} الأعراف34 احد الاخوة جزاه الله الخير من الذين يدعون وينسقون مع المشايخ في القاء الكلمات والمحاضرات في المساجد دعاني ذات يوم لالقاء كلمة في احد المساجد، فذهبت اليهم لالقاء موعظة عن المواقف التي وقفت عليها في تجهيز الموتى، وبعد انتهاء الموعظة فاذا برجل كبير السن يقوم من مجلسه ويسلم علي بحرارة وانا لا اعرفه، فقال: هل تعرفني يا شيخ؟، فقلت: لالا اعرفك، فقال: انا والد الذي دعاك لالقاء الموعظة في هذا المسجد، فقلت: جزاه الله خيرا وجعلها في موازين اعماله في الدنيا والاخرة، مع كبر سن هذا الرجل الى انه اصر على ان يحضر الموعظة، وبعد يومين فقط حصلت حالة وفاة لاحد اقربائهم بهذه العائلة اقصد الابن الذي دعاني الى المسجد ووالده الذي اصر على الذهاب ليحضر الصلاة والدفن على هذا الميت في مكة المكرمة، بالرغم من ان ابنه، قال له: يا والدي انت متعب ارتاح هنا ولا تاتي معنا لكنه اصر ثانية، ثم ذهبوا الى الجنازة الى مكة المكرمة قبل صلاة الفجر فوضعوا الجنازة في مكان المصلى للجنائز داخل الحرم حتى يصلى عليه، بعد ان اذن المؤذن اذان الفجر قام هذا الوالد ليصلي ركعتين سنة الفجر عند مقام سيدنا ابراهيم عليه السلام، وبعد الانتهاء من الركعتين جلس بجانب المقام متكئا عليه ينتظر قيام الصلاة وعند اقامة الصلاة لم يقم ليصلي معهم فذهب اليه ابنه ليساعد والده للقيام للصلاة فوجده ميتا، لا اله الا الله ما اجمل هذه الخاتمة، وكان كل من كان حاضرا من اهل الجنازة التي حضروا للصلاة عليها تركوها، وانشغلوا بموته، ولقد قمت بغسله وتجهيزه ودفنه في مكة المكرمة، ولقد كانت تنبعث منه رائحة كرائحة المسك بل كانت اقوى من ذلك، نسأل الله لي ولكم حسن الخاتمة والفردوس الاعلى.

الوقفة الثالثة:

هذه القصة يا اخوان وقفت عليها مع اثنين من طلابي في المغاسل التي اشرف عليها، اتصل بي احد الاخوة من المستشفى في جده مساء يوم الأربعاء في قرابة العاشرة مساء وطلب مني ان احضر للمستشفى لتجهيز والده المتوفي لنصلي عليه فجر الخميس فزهبت وحملته بسيارتي الى المغسلة وكان برفقته الكثير من المرافقين فحملوه ووضعوه على خشبة الغسل وضعوه على خشبة ووضعت السترة عليه وقبل البدء بتجريده من ملابسه طلبت من الحاضرين لكثرتهم مغادرة المغسلة، وان ذلك لا يجوز وان حرمة الميت كحرمته وهو حي فرفضوا، وقال لي احد الحضور: كلنا أبناءه يا شيخ، وتأكدت من ذلك فعلا انهم أبناؤه، وكان الميت ممتلئ الجسد ممددا بالكامل على خشبة الغسل وبالرغم من كبر السن الا انه لم تظهر عليه علامات الشيخوخة وكان غسله هين وسهل، وكان أبناءه السبعة يساعدونني في قلبه نحو اليمين ونحو اليسار لذلك كانت عملية غسله سهلة، وبعد الانتهاء من ذلك لاحظت اختلاف كبير ولقد استغرب من حولي واندهشوا، فاذ بان وجهه أصبح ابيض ساطع البياض، لامع غريب لم أشاهد مثله، ولاحظ ذلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير